بداية تحديد شريك الحياة
بداية تحديد شريك الحياة
تُسمَّى مرحلة بداية اختيار الفرد لشريك حياته بـ”الاختيار الجنسي”، وهي العملية السيكولوجية التي تحدِّدها ضوابط أبرزها الاختيار من نفس الوسط، والسن والمركز الاجتماعي والحالة المادية، ورغم تسبُّب العصر الحديث في التقليل من بعض الاعتبارات الاجتماعية التي كان يتقيَّد بها الأسلاف كانحصار الاختيار على البيئة المحيطة، فإن الزواج لا يزال كذلك محددًا ببعض الشروط التي يلتزم بها أفراد كل مجتمع.
ينصح الكاتب هنا أن يكون قرار الزواج مقترنًا بالنضوج الذهني للذكر والأنثى، إذ فضَّل ألا يقلُّ عمر الرجل عن ثمانٍ وعشرين سنة، والمرأة عن خمسٍ وعشرين سنة، وبالطبع توجد استثناءات كون بعض الرجال والنساء ينضجون ذهنيًّا قبل هذه الأعمار، وإنما الفكرة في أن البعض يجهل معنى الزواج بشكل كامل وتقتصر نظرته إليه على تلبية الاحتياجات الجنسية أو التجربة الجديدة فقط.
تطرَّق الكاتب أيضًا إلى الصورة المثالية التي يرسمها بعض الرجال للمرأة التي يريدونها زوجة لهم، فينسون أنه لا شيء كامل ويظلون يركِّزون على ما ينقص الطرف الآخر أكثر مما يناله منه حقًّا، وبالطبع لا نعني هنا النأي عن الضوابط المتمثِّلة في القيم والسلوكيات التي نختار بها شريك الحياة، وإنما القصد ألا يبحث الشريك عن شريك مثالي بقدر ما يبحث عن شريك مخلص يقدِّر جهوده ويحترمه ويتقبَّل محاسنه وعيوبه.
وليس الحب فقط تلك المشاعر القوية التي تأتي مع بداية الإعجاب، وإنما هو مزيج من التوازن بين احتياج المرء لتلقِّي الرعاية وكأنه مجرد طفل، وكذلك حاجته إلى رعاية شريك حياته وكأنه أبٌ مسؤول، كما أن أساس الحب أن تجد ذلك الرجل الذي يحمي زوجته ويغار عليها ويعمل لتلبية احتياجات أسرته هو نفسه من يركن إليها ويحتاج منها الرعاية والحنان، وكذلك المرأة التي تعتمد على زوجها في شتى الأمور هي نفسها التي تحب تدبير أموره والاهتمام باحتياجاته، هكذا يرى الكاتب.
الفكرة من كتاب الزواج والاستقرار النفسي
يدخل المرء مرحلة جديدة في حياته ليفكِّر في الزواج، وما إن يبدأ خطوته الأولى حتى يجد الطريق وعرًا فيخشى تقلُّباته وفشل زواجه، ومن ناحية أخرى هناك من بدأ حياته مع شريكة حياته وتزوَّجا بالفعل، ولكن في أثناء محاولتهما بناء تكيُّف زوجي وتحقيق السعادة التي حلما بها فترة الخطوبة يجدان صدمات الواقع ومسؤوليات مرهقة لتضرب بأحلامهما عرض الحائط مع خلافاتهما التي لا تنتهي، ما الذي يجري حقًّا؟ وهل هناك خطى تجنِّبنا فشل الزواج أو دخوله إلى مرحلة السأم المعتادة، ما بين محاولة البحث لزواجٍ ناجح وشريك مثالي للمقبل على الزواج، واستمرار زواج مرضي للمتزوِّجين فعلًا.. تجد هنا الجواب.
مؤلف كتاب الزواج والاستقرار النفسي
زكريا إبراهيم: مفكر وكاتب مصري حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون بفرنسا، كما حصل على درجة الماجستير بجامعة القاهرة، وقد عمل أستاذًا للفلسفة فيها، وله أكثر من 35 مؤلفًا في مجالات الفلسفة والتربية وعلم النفس والاجتماع، ولعل من أشهر مؤلفاته:
تأملات وجودية.
سيكولوجية المرأة.
سلسلة مشكلات الفلسفة.