إسبانيا قبل دخول المسلمين.. وقرار الفتح
إسبانيا قبل دخول المسلمين.. وقرار الفتح
كانت إسبانيا في ذلك الوقت تحت حكم القوط، وقد كانت تعاني الضعف والتفكك، والطبقية وكثرة الضرائب على الأهالي، والأوبئة التي نزلت بإسبانيا منذ عام 88هـ وحتى 90هـ ليموت على إثرها نصف سكانها، وكان ملكهم رودريك -أو لذريق كما يسميه العرب- مشغولًا بمحاولة إخماد ثورة أخيه “أخيلا” في الشمال، وقد قام عدوه يوليان صاحب سبتة ببعض الاتصالات مع موسى بن نُصير لحثه على فتح إسبانيا انتقامًا لابنته التي تعرَّض لها لذريق في القصر الملكي، وبعد عدة مراسلات نجح موسى بن نصير في إقناع الخليفة الوليد بالموافقة على تلك المهمة.
أرسل موسى في بادئ الأمر حملة صغيرة من خمسمائة جندي بقيادة “طريف بن مالك” لاستكشاف الأمر في أرض الأندلس وكان ذلك في رمضان 91هـ وكانت نتائجها مثمرة، ليتم بعدها إرسال طارق بن زياد والي طنجة آنذاك قائدًا للاتجاه نحو الأندلس في عام 92هـ، ولتبدأ الأندلس بعدما فُتحت على يد المسلمين تاريخها الإسلامي، ولتصبح مركزًا للحضارة الإسلامية والعلم والثقافة طيلة ثمانية قرون.
بدأ طارق مهمته وقاد جيشه متجهًا إلى إسبانيا ليقابل جيش القوط بالقرب من نهر وادي لكة “وادي بكة” في معركة “أم المعارك” المعروفة بخطبة طارق بن زياد الشهيرة، ليحقق المسلمون انتصارًا ساحقًا وفر الجيش القوطي من المعركة، وقد تحدث المؤرخ “ستانلي لين بول” عن هذا النصر قائلًا: إن انتصار المسلمين في وادي لكة ألقى بإسبانيا كلها في أيديهم.
الفكرة من كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
يعلمنا التاريخ أنك إذا فعلت شيئًا واحدًا عظيمًا فقد يذكرك التاريخ أبد الدهر أفضل ممن يفعلون مئات الأشياء، كذلك كان طارق بن زياد الذي كان مثالًا لقائدٍ مسلمٍ عظيم فتح بلاد الأندلس، ليكون هو مفتاح وبداية دولة ستكون منارة الحضارة والتقدم للعالم أجمع طيلة ثمانية قرون.
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب تاريخ الأندلس وأحوالها ولا يصب التركيز على طارق بن زياد، يُرينا كيف كانت هذه المملكة كل شيء، ثم أصبحت لا شيء.
مؤلف كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
حسين شعيب: كاتب متخصص في مجال التاريخ العربي والإسلامي.
وله عدة مؤلفات أهمها: “أبو عبيدة بن الجراح”، و”صلاح الدين الأيوبي”، و”العرب في العصر الجاهلي”.