قاطعو الطرق من الحكومات
قاطعو الطرق من الحكومات
هناك الكثير من الدول تقبع تحت وطأة الفقر، وتنمو نموًّا بطيئًا مقارنةً بالدول الغنية، في مقابل ذلك توجد دول كالصين كانت فقيرة ثم أصبحت غنية، والسبب في ذلك -كما يرى تيم- راجع إلى الحكومات التي تعمل عمل قاطعي الطرق، فأنظمة الحكم الدكتاتورية تضرُّ بالنمو الاقتصادي للدول أكثر بكثير من أنظمة الحكم الديمقراطية، وأقل من الأنظمة الفوضوية.
فالمسؤولون في الدول النامية والفقيرة يسعون وراء مصالحهم الخاصة، فيترتَّب على ذلك تبذير لا مردود من ورائه، حيث تُمنح الأموال على أساس العلاقات الاجتماعية وليس على أساس الكفاءة والحاجة، كما تقام المشروعات لأجل الوجاهة والفخامة وليس من أجل الاستخدام، مع انعدام المراقبة والمساءلة، فتكون النتيجة الطبيعية هي تفشي الفساد، فالمشروعات التي أقيمت لأجل الوجاهة لم تكن ضرورية، والأموال الممنوحة راحت في يد غير المستحقين! فالدكتاتورية المستقرة لا تسبب الهلاك بالضرورة للشعب، لأن الحاكم يفضِّل أن تستمر عجلة الاقتصاد حتى يقتطع نصيبًا أكبر من الكعكة، لكن أعمال السلب والنهب ستنتشر، إما لأن الحاكم غير واثق من بقائه في السلطة، أو لأنه يتغاضى عن أعمال النهب والسلب بغرض الحصول على التأييد المستمر من مؤيديه.
فعندما تصاب الحكومة بانهيار المعايير، فلا بدَّ أن يُبتلى المجتمع بأكمله، وبالتالي لن يكون هناك مغزى من الاستمرار في الاستثمار في أيٍّ من الأعمال التجارية لأن الحكومة لن تحميك من اللصوص، بل قد تصبح أنت لصًّا من بين زمرة اللصوص! كما أنك لن تهتم أن تسير وفق ما ينصُّ عليه القانون لأنك لن تجد من يقاضيك، إلى جانب كونك لن تهتم أن تحصل على شهادة تعليمية لأن الوظائف تُعطى على أساس العلاقات الاجتماعية لا الكفاءة.
الفكرة من كتاب المخبر الاقتصادي
ربما وأنت تطالع هذا الملخَّص لم توصِ أخضر بأن يقوم بتلخيصه من أجلك، بل ربما لم يخطر على بالك وأنت تتصفَّح التطبيق أنك ستقرأه، رغم ذلك وبشيءٍ من السحر قام العشرات بما يلزم من أجل تلبية رغباتك غير المتوقعة، بدءًا من المعدين، ثم المحررين، ثم المدققين اللغويين، ثم المعلق الصوتي، وغيرهم، فأي منتج يصل إليك كمستهلك هو نتاج جهد ضخم لعدد كبير من الأشخاص، ففنجان القهوة الذي تشربه وأنت تقرأ هذا الملخَّص يكمن خلفه نظام معقد جدًّا، يبدأ من زرع البُن، ثم قطف ثماره، وصولًا إلى تحميصه، وكذلك سبك الصلب، وشكل اللدائن لصناعة آلة القهوة، إلى جانب المواد التي يصنع منها الكوب الذي يوضع فيه مشروب القهوة، وصولًا إلى اليد الأخيرة (أنت).
مؤلف كتاب المخبر الاقتصادي
تيم هارفورد Tim Harford خبير اقتصادي يكتب في مجلة “فاينانشال تايمز” Financial Times، عَمل في السابق مدرسًا لمادة الاقتصاد بجامعة أكسفورد، له كتب عديدة منها:
The Logic of Life
How to Make the World Add Up
The Undercover Economist Strikes Back
Adapt: Why Success Always Starts with Failure