نماذج المرأة الأربعة وتطبيقاتها في الواقع
نماذج المرأة الأربعة وتطبيقاتها في الواقع
القرآن الكريم كتاب كامل شامل، وبعد البحث وجد به نماذج حقيقية للمرأة انقسمت إلى أربعة أقسام، أولها المرأة القوية الفاضلة، والصفة الرئيسة لهذا النموذج من النساء أنهن حاضنات الرسل وسند الرسالات مثل أم موسى وأخته، ومن سماتهن المميزة: الإحاطة بعلوم غايات الحياة ووسائلها، وإحكام المزج بين المبدأ الأخلاقي والذوق الجمالي، وهذا يبرز في صفة الاحتشام، وتتخذ المُثل العليا من القرآن والسنة وتتجنَّب سمات المُثل السيئة، وهذه كلها سمات تجعل من المرأة (الزوج) أنثى صالحة تشارك زوجها في حمل المسؤولية، والتجسيد التطبيقي لهذا النموذج يتمثَّل في الصحابيات وزوجات النبي.
والنموذج الثاني هو المرأة القوية غير الفاضلة، فهناك نساء يحقِّقن إنجازات عالية في المجتمع ويملكن مؤهلات عقلية وشخصية كبيرة، لكنهن منحرفات الاتجاه ويساعدن على نشر كل ثقافة سيئة واستهلاكية، ويتصفن بالعلم بكل غاية دنيوية والانحسار داخلها ونسيان الآخرة، وغلبة الاهتمام بالذوق الجمالي دون الجانب الأخلاقي، وحصر الفضائل بالمتع والعلم بعلوم الدنيا، وهن أيضًا اللائي ينشرن كل فكرة شاذة مثل حقوق المرأة والمساواة مع الرجل ووضع بدائل للزواج الشرعي مثل حركة الشاذات والشاذين، وهذا النموذج مُعدٌّ للخدمة في العمل أكثر من البيت وعلاقتهن مضطربة مع الزوج إما لتدني مستواه عنهن أو انحسار إنفاقه عليهن.
والنموذج الثالث للمرأة الفاضلة الضعيفة، وهذا النموذج سائد في الدول العربية والإسلامية بشكل خاص فهو لا يبالي إلا بالأحكام العُرفية والتقاليد المجتمعية والتديُّن عندهم خارجي فقط دون مضمون عقدي، ويتصفن بسطحية العلم بغايات الحياة ووسائلها، والحرية عندها انفلات من أي قيد والتمرُّد على الأخلاق، والاحتكام إلى التقاليد، والتكيُّف مع البيئة المحيطة والتأثر بها سلبًا أو إيجابًا، ويملكون سمة غالبة هي ممارسة الشعائر بعيدًا عن حاجات العصر وتحدياته.
والنموذج الرابع والأخير هو المرأة المستضعفة غير الفاضلة، وهذا النموذج فاقد للحياة الشريفة السوية وينتج في الغالب عن علاقات زواج غير شرعي أو تجارب قاسية، وهؤلاء يقعن ضحية لاستثمارهن في كل عمل غير شريف، ويندرج تحت هذا النوع قسمان؛ الأول يتصف بخداع النفس مثل نجوم الفن وملكات الجمال، والثاني بالتقليل من النفس حدَّ الابتذال مثل فتيات عرض الأزياء والبغاء، وأعدادهن زادت بعد الهزَّات السياسية والاقتصادية التي أصابت دولًا كثيرة في العالم.
الفكرة من كتاب رسالة مفتوحة إلى الفتاة المسلمة في عصر العولمة
منذ عقود وكل الجدالات حول المرأة تتمركز حول “ماهية نموذج المرأة المسلمة”، لكن في الأزمنة المعاصرة الحديثة تحوَّلت المرأة من نموذج إلى سلعة من أجل سوق العمل أو سلعة تروِّج لزيادة الاستهلاك عن طريق الجمال والشهرة وغيرها من أمراض العصر الحديث، فالمرأة هي المركز الذي تدور حوله الأسرة المسلمة، ومع تفكيك الأسرة المسلمة تسمَّمت أفكار الفتيات المسلمات وأصبحن بلا هوية ولا رادع، فهن بحاجة إلى إدراك تحديات هذا العصر وكيفية مواجهته.
مؤلف كتاب رسالة مفتوحة إلى الفتاة المسلمة في عصر العولمة
ماجد عرسان الكيلاني: مفكر ومؤرخ تربوي، ولد في الأردن عام 1351 هـ/ 1932م، حاصل على شهادة ماجستير في التاريخ الإسلامي من الجامعة الأمريكية في بيروت، وشهادة ماجستير في التربية من الجامعة الأردنية، وشهادة دكتوراه في التربية من جامعة بتسبرغ في بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.
من أبرز أعماله: “هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس”، و”فلسفة التربية الإسلامية”، و”مقومات الشخصية المسلمة”، و”الأمة المسلمة”.