العلم الشامل
العلم الشامل
يقول تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ﴾، فلله (سبحانه وتعالى) الإرادة المطلقة في الكون، وكذلك له العلم المطلق سبحانه ولا علم إلا علمه، ويعلم ما سبق من أفعالنا وما هو آتٍ وما لا سبيل لنا إلى علمه.
ويعلم ما بين أيدينا مما نُظهر وما نبطن في أنفسنا من النيات، ويعلم ما خلفنا من أمم خلت وأحداث مضت، فلا يغترنَّ أحدٌ بعلمه الذي علمه الله، فالله هو الذي أوجد هذا العلم وقدَّره وحفظه ثم خلق الإنسان ويسَّر له سبل هذا العلم وقدَّر بحكمته أن نحصل عليه في وقت محدد وبمقدار محدد، فمن السفه أن يتكبر إنسانٌ بعدها بعلمه ويحسب ألن يقدر عليه أحد!
فإذا علمت أيها المؤمن أن الله مطَّلع على ظاهرك وباطنك، فحريٌّ بك أن تخشاه وتراقب نياتك وأفعالك على الدوام، ولا تخشَ أيها المؤمن من خداع خادع أو ظلم ظالم فالله مطَّلع عليهم وهو وليُّك في الدنيا والآخرة وناصرك بإذن الله في الدنيا أو في الآخرة، وإذا حلَّ بك بلاءٌ، فلا تجزع واطمئن أن الله يعلم ما تتحمَّله كل نفس ولا يكلف نفسًا إلا وسعها.
الفكرة من كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
إنها أعظم آي القرآن، وكنز الراغبين في معرفة الله والتقرُّب إليه، هي آية الكرسي؛ آية واحدة تجمع حقائق التعريف برب العالمين، وفوق كل ذلك جوهرة الأسماء الحسنى.. اسم الله الأعظم.
تجدون في هذا الكتاب مدارسة لما تحويه آية الكرسي من قواعد كلية في معرفة الله (عز وجل) وتتبعها في كل جزء من الآية، ثم يذكر الكاتب بعض الرسائل للفهم الصحيح لأسماء الله وصفاته، موضحًا الخطوات العملية لتطبيق ما في هذه الآية من منهج تربوي فريد عسى أن نقتدي بنبينا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان خلقه القرآن.
مؤلف كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
فريد الأنصاري: كاتب وعالم دين وأديب، ولد عام ۱۹٦٠ بجنوب شرق المغرب وتحديدًا بإقليم الرشيدية، حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله المغربية، كما كان أستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس، وتميز بقلم أدبي رفيع وكان له اهتمام خاص بالقرآن، وتوفي رحمه الله عام ٢٠٠٩ في إسطنبول.
من أبرز مؤلفاته:
آخر الفرسان.
هذه رسالات القرآن: فمن يتلقاها!
بلاغ الرسالة القرآنية: من أجل إبصار لآيات الطريق.