لا وساطة
يخبرنا الله عن ملكه التام الذي شمل كل ما في السماوات وما في الأرض ولا ملك غيره، فملكه هو الملك الحقيقي وغيره لا يملك إلا سرابًا مصيره إلى زوال، بل هو -سبحانه- يملك ناصية كل ذي سلطان.
وكان من لوازم ملكه التام أنه لا يفتقر إلى أحد من عباده بل هم الفقراء، فملوك الدنيا يفتقرون إلى رؤوس القوم فيلبُّون شفاعاتهم رغبة فيما عندهم من سطوة على الناس، فيقبلون الشفاعات ولو لم يرضوها، ولكن الملك الحق سبحانه ليس لأحد عنده يد ولا شفيع إلا من بعد إذنه، فـ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾؟
فكما أن للكون خالقًا واحدًا، فليس فيه إلا إرادة واحدة، فالفرار والالتجاء من الله لا يكون إلا إليه كما يسرع الطفل إلى كنف أمه إذا غضبت منه ولله المثل الأعلى.
الفكرة من كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
إنها أعظم آي القرآن، وكنز الراغبين في معرفة الله والتقرُّب إليه، هي آية الكرسي؛ آية واحدة تجمع حقائق التعريف برب العالمين، وفوق كل ذلك جوهرة الأسماء الحسنى.. اسم الله الأعظم.
تجدون في هذا الكتاب مدارسة لما تحويه آية الكرسي من قواعد كلية في معرفة الله (عز وجل) وتتبعها في كل جزء من الآية، ثم يذكر الكاتب بعض الرسائل للفهم الصحيح لأسماء الله وصفاته، موضحًا الخطوات العملية لتطبيق ما في هذه الآية من منهج تربوي فريد عسى أن نقتدي بنبينا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان خلقه القرآن.
مؤلف كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
فريد الأنصاري: كاتب وعالم دين وأديب، ولد عام ۱۹٦٠ بجنوب شرق المغرب وتحديدًا بإقليم الرشيدية، حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله المغربية، كما كان أستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس، وتميز بقلم أدبي رفيع وكان له اهتمام خاص بالقرآن، وتوفي رحمه الله عام ٢٠٠٩ في إسطنبول.
من أبرز مؤلفاته:
آخر الفرسان.
هذه رسالات القرآن: فمن يتلقاها!
بلاغ الرسالة القرآنية: من أجل إبصار لآيات الطريق.