الشوق والالتجاء
الشوق والالتجاء
قام عليها الدين وضحى من أجلها المؤمنون بأموالهم وأنفسهم ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، ومعناها أن لا مستحق للعبادة -بكل ما تشمله من أفعال وأقوال ومشاعر- إلا الله سبحانه. وكلمة إله تحمل بين ثناياها معنًى لطيفًا، فهي -في أصلها اللغوي- راجعة إلى معنى الشوق والمحبة، وقيل إنها مشتقة من ألِه الفصيل، والفصيل ابن الناقة الصغير الذي يظل في حنين دائم إلى ضرعها بعد فطامه، فكانت كلمة إله بهذا الاشتقاق حاملة لمعاني الحنين والالتجاء الدائم من العباد إلى ربهم (سبحانه وتعالى).
كما تدل (لا إله إلا الله) على تنزيه الله من كل شرك أو شريك، وإذا عرفنا ذلك، فكيف نطبق هذه المعاني في حياتنا؟ فيجب على المسلم أن يكون دائم المراقبة لنيات أفعاله وهوى نفسه، وإذا وجد في نفسه ما يعارض الإخلاص يجاهد نفسه على التخلص منه.
الفكرة من كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
إنها أعظم آي القرآن، وكنز الراغبين في معرفة الله والتقرُّب إليه، هي آية الكرسي؛ آية واحدة تجمع حقائق التعريف برب العالمين، وفوق كل ذلك جوهرة الأسماء الحسنى.. اسم الله الأعظم.
تجدون في هذا الكتاب مدارسة لما تحويه آية الكرسي من قواعد كلية في معرفة الله (عز وجل) وتتبعها في كل جزء من الآية، ثم يذكر الكاتب بعض الرسائل للفهم الصحيح لأسماء الله وصفاته، موضحًا الخطوات العملية لتطبيق ما في هذه الآية من منهج تربوي فريد عسى أن نقتدي بنبينا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان خلقه القرآن.
مؤلف كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
فريد الأنصاري: كاتب وعالم دين وأديب، ولد عام ۱۹٦٠ بجنوب شرق المغرب وتحديدًا بإقليم الرشيدية، حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله المغربية، كما كان أستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس، وتميز بقلم أدبي رفيع وكان له اهتمام خاص بالقرآن، وتوفي رحمه الله عام ٢٠٠٩ في إسطنبول.
من أبرز مؤلفاته:
آخر الفرسان.
هذه رسالات القرآن: فمن يتلقاها!
بلاغ الرسالة القرآنية: من أجل إبصار لآيات الطريق.