أشرف العلوم
أشرف العلوم
اتفق العقلاء أن شرف العلم يتبع شرف المعلوم، والعلم المقصود هنا متعلق بالعظيم نفسه وهو الله، فلذا كان العلم الموصِل إلى معرفته سبحانه هو أعظم علم، فالعلم بحقائق أسماء الله وصفاته يورث العبد محبةً وإجلالًا ورهبة لربه، فكان هذا العلم شريفًا بمعلومه وبما ينتجه من آثار حسنة على العباد.
وتقوى تلك المعرفة كلما أمعن العبد النظر في معاني أسماء الله وصفاته والنظر إلى تجلياتها في كل ما يحيط به من المخلوقات، فكل ما في الوجود يدل على خالق الوجود، فمثلًا إذا شهد المؤمن حصول رزقٍ لنفسه أو لغيره فيستحضر في نفسه اسم الرزاق وإذا شهد رحمة الأم بابنها استذكر رحمة الله، وهكذا في باقي الأسماء.
ومما سبق نفهم لماذا كانت آية الكرسي أعظم آية في القرآن، لأنها اشتملت على أسرار معرفة الله وتوحيده، ومن عرف ربه فقد عرف كل شيء ومن جهل ربه فهو الجاهل حقيقةً.
الفكرة من كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
إنها أعظم آي القرآن، وكنز الراغبين في معرفة الله والتقرُّب إليه، هي آية الكرسي؛ آية واحدة تجمع حقائق التعريف برب العالمين، وفوق كل ذلك جوهرة الأسماء الحسنى.. اسم الله الأعظم.
تجدون في هذا الكتاب مدارسة لما تحويه آية الكرسي من قواعد كلية في معرفة الله (عز وجل) وتتبعها في كل جزء من الآية، ثم يذكر الكاتب بعض الرسائل للفهم الصحيح لأسماء الله وصفاته، موضحًا الخطوات العملية لتطبيق ما في هذه الآية من منهج تربوي فريد عسى أن نقتدي بنبينا (صلى الله عليه وسلم)، فقد كان خلقه القرآن.
مؤلف كتاب مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي
فريد الأنصاري: كاتب وعالم دين وأديب، ولد عام ۱۹٦٠ بجنوب شرق المغرب وتحديدًا بإقليم الرشيدية، حاصل على الإجازة في الدراسات الإسلامية من جامعة السلطان محمد بن عبد الله المغربية، كما كان أستاذ كرسي التفسير بالجامع العتيق لمدينة مكناس، وتميز بقلم أدبي رفيع وكان له اهتمام خاص بالقرآن، وتوفي رحمه الله عام ٢٠٠٩ في إسطنبول.
من أبرز مؤلفاته:
آخر الفرسان.
هذه رسالات القرآن: فمن يتلقاها!
بلاغ الرسالة القرآنية: من أجل إبصار لآيات الطريق.