تطور الرأسمالية والأزمات المالية
تطور الرأسمالية والأزمات المالية
تعد الرأسمالية مذهبًا اقتصاديًّا يقوم على الحرية الفردية والمنافسة واحترام الملكية الخاصة، بيد أنه مر بمراحل عديدة عبر حقب زمنية مختلفة، فبدايةً كانت الرأسمالية التجارية التي تطوَّرت بفعل الكشوفات الجغرافية، واعتقدت أن ثروة المجتمع تكمن في الحصول على أكبر قدر من المعادن الثمينة، لتأتي بعد ذلك الرأسمالية الصناعية التي توسَّعت بفعل الثورة الصناعية وغيَّرت النظرة إلى ثروة المجتمع من المعادن الثمينة إلى الإنتاج، لنصل أخيرًا إلى الرأسمالية المالية المعاصرة التي ارتبطت بتعاظم الاقتصاد النقدي في مقابل الاقتصاد العيني.
كما اتسمت الرأسمالية على مر عصورها بالأزمات المتلاحقة وإن كانت أقل ظهورًا في أوائل عهدها، ويرجع ذلك بصفة أساسية إلى مفهوم دورة الأعمال الذي يتمثَّل في أن الاقتصاد لا يسير على وتيرة واحدة وإنما يتأرجح ما بين ازدهار وركود، ولذا فالأزمات الاقتصادية تعد طبيعة ملاصقة لا تنفك عن الرأسمالية، لا سيما مع العولمة الاقتصادية اليوم التي ربطت أجزاء الاقتصاد العالمي بعضها ببعض فأصبحت الأحوال الاقتصادية في دولة ما كفيلة بالتأثير في مجريات الأمور في اقتصاد دولة أخرى كما حدث في الأزمة المالية العالمية، وكما يحدث الآن جرَّاء جائحة كوفيد 19 (كورونا) التي ظهرت في الصين، ثم انتشرت في العالم كله.
ومما زاد من طبيعة الأزمات الاقتصادية هو ظهور فكرة الحق القانوني على الثروة العينية التي أصبحت فيما بعد أصولًا مالية، ومن أشهرها حقوق الملكية والديون المتمثلة في الأسهم والسندات، ومع تنامي دور الأسواق المالية حدثت أزمات اقتصادية جراء الانفصام بين الأصول المالية والأصول العينية أو الاقتصاد النقدي والاقتصاد الحقيقي، فعندما يزيد حجم الاقتصاد النقدي (الأصول المالية) عن الاقتصاد الحقيقي (السلع والخدمات) تنشأ موجات تضخمية، وإذا حدث العكس تنشأ موجات ركودية قد تُفضي إلى الكساد إذا استمرت لوقت أطول.
الفكرة من كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
تعد الأزمة المالية العالمية هي الحدث المالي الأبرز منذ الكساد الكبير عام 1929، وفي سبيل تحليل كشف الأسباب الحقيقية للأزمة يبدأ المؤلف بنظرة فاحصة للاقتصاد الأمريكي مسلطًا الضوء على مواطن قوته ومشكلاته المزمنة التي تهدِّد عرش سيادته للعالم، ثم يتجه إلى تحليل الأزمة العالمية من جذورها حيث تبدأ القصة من عام 2000، لذا فهو يحمل العديد من الأسرار التي قلما توجد في كتاب واحد.
مؤلف كتاب فخ الاقتصاد الأمريكي
جواد كاظم البكري: كاتب اقتصاد، ولد عام 1963 في بابل بالعراق، تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة الكوفة، وحصل على الماجستير في الاقتصاد عام 2000، والدكتوراه عام 2005، وهو حاليًّا يشغل منصب عضو هيئة تدريس بقسم العلوم المالية والنقدية بالكلية نفسها، ونائب رئيس تحرير مجلة “أبحاث عراقية”.
له مؤلفات عدة أبرزها: “أسس توزيع الثروات في الأنظمة الفيدرالية مع الإشارة إلى التجربة العراقية”، و”اكتشاف دورات الأعمال الأمريكية 1955-2003″، و”أزمة المنحدر المالي الأمريكي 2014”.