مدخل لتحليل مفهوم الأزمة المالية

يمكن القول إن الأزمة عمومًا تعبر عن موقف مفاجئ يحتوي تهديد المصالح الحيوية، لذلك فهي تتداخل بشكل أو بآخر مع مفاهيم الصدمة والكارثة والصراع والتهديد، وفي هذا الإطار كان الاهتمام بالإجراءات الوقائية ومدى سرعة الاستجابة المطلوبة تحدِّد على نحو كبير ملامح الأزمة ومدى عمقها واستمراريتها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فالأزمة وإن كانت عارضة فإنها كأي ظاهرة اجتماعية تمر بمراحل عدة، فبدايةً تعد مرحلة الميلاد بمثابة إنذار مبكر بخطر ما نتيجة استشراف المستقبل من قِبل المختصين وبسبب ضعف المعلومات المتاحة يكون الأمر ضبابيًّا ويعتمد إلى حد كبير على قوى الحس والإدراك ومخزون الخبرة لدى متخذ القرار، ونتيجة لسوء الفَهم تأخذ الأزمة في الاتساع والنمو لتصل إلى أخطر مراحلها، وهي مرحلة النضج التي تتسم بقوة تدميرية يصعب السيطرة عليها، ثم بعد ذلك تفقد الأزمة قوة دفعها الذاتي تباعًا نتيجة الصراع مع الواقع فتأخذ في الانحسار إلى أن تتلاشى تمامًا أسباب قوتها فتأخذ في الأفول حتى تنتهي تمامًا.

وتطبيقًا لما مر تعد الأزمة المالية خللًا مفاجئًا في بعض التوازنات الاقتصادية يفضي إلى انهيارات في القطاع المالي، ثم تنتقل بعد ذلك إلى القطاعات الاقتصادية الأخرى، وهي تتعدَّد ما بين أزمات مصرفية تنشأ من عدم قدرة المصارف على مقابلة أوامر سحب الأموال الخاصة بالمودعين لنقص السيولة المصرفية، أو أزمات تتعلق بالعملة الوطنية وأسعار الصرف، إذ قد تنهار قيمة العملة الوطنية نتيجة المضاربات أو التعويم، في حين قد تأخذ الأزمة المالية شكل أزمات سوق المال بسبب الفقاعات المالية، وما أكثرها، نتيجة ارتفاع أسعار بعض الأصول بصورة غير مبررة، وحينها يكون السقوط المدوي مسألة وقت ليس إلا.

تعد الأزمة المالية العالمية هي الحدث المالي الأبرز منذ الكساد الكبير عام 1929، وفي سبيل تحليل كشف الأسباب الحقيقية للأزمة يبدأ المؤلف بنظرة فاحصة للاقتصاد الأمريكي مسلطًا الضوء على مواطن قوته ومشكلاته المزمنة التي تهدِّد عرش سيادته للعالم، ثم يتجه إلى تحليل الأزمة العالمية من جذورها حيث تبدأ القصة من عام 2000، لذا فهو يحمل العديد من الأسرار التي قلما توجد في كتاب واحد.

جواد كاظم البكري: كاتب اقتصاد، ولد عام 1963 في بابل بالعراق، تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة الكوفة، وحصل على الماجستير في الاقتصاد عام 2000، والدكتوراه عام 2005، وهو حاليًّا يشغل منصب عضو هيئة تدريس بقسم العلوم المالية والنقدية بالكلية نفسها، ونائب رئيس تحرير مجلة “أبحاث عراقية”.
له مؤلفات عدة أبرزها: “أسس توزيع الثروات في الأنظمة الفيدرالية مع الإشارة إلى التجربة العراقية”، و”اكتشاف دورات الأعمال الأمريكية 1955-2003″، و”أزمة المنحدر المالي الأمريكي 2014”.