المشكلات الراهنة للاقتصاد الأمريكي

للإمبراطوريات أعمار كالبشر تمامًا تتحدَّد وَفق منحنى خط الزمن، فمن طوَّر التوسع والصعود مرورًا بالاستقرار والثبوت وانتهاءً بمرحلة الأفول، وفي الزمن الحديث رأينا اندثار بريطانيا العظمى التي كانت في وقت ما إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس كما شاهدنا تفكك الاتحاد السوفييتي الذي كان رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية، وعلى ذلك فالولايات المتحدة الأمريكية ليست استثناءً من تلك القاعدة، الأمر الذي دفع البعض إلى التكهُّن بأن أمريكا اليوم تعيش آخر أيامها.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ولعل أبرز المشكلات الراهنة التي تواجه الولايات المتحدة هي الأعباء المتزايدة للسيادة العالمية خصوصًا فاتورة الإنفاق العسكري الهائلة والاندفاع نحو التوسع الخارجي والتورط في بؤر الصراع العالمية، فضلًا عن المشكلات الاقتصادية كالعجز التجاري الضخم، فالمواطن الأمريكي مستهلك شره للمنتجات الأجنبية الرخيصة نسبيًّا، وهذا ما يجعل الفجوة التجارية بين أمريكا والدول الأخرى في ازدياد لا سيما مع الصين، وهذا بالضبط سبب الحرب التجارية بين أمريكا والصين اليوم.

أضف إلى ذلك عجز الموازنة العامة الناتج عن ضعف الإيرادات الضريبية في مقابل زيادة الإنفاق الحكومي المتمثل في فاتورة المشتريات الحكومية وبخاصة الأسلحة والصرف على معاشات الضمان الاجتماعي ومظلة التأمين الصحي وحزم المساعدات الخارجية لبعض الدول وعلى رأسها الكيان الصهيوني، وكان هذا العجز هو السبب في دفع الحكومة الأمريكية إلى الاقتراض، مما أدى إلى تفاقم إحدى أصعب المشكلات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي ألا وهي مشكلة الدين العام الذي بلغ أرقامًا مرعبة تخطَّت حاجز التسعة تريليونات دولار، مما بات يهدد المكانة العالمية لأمريكا خصوصًا مع زيادة نسبة الديون الأجنبية المستحقة على الحكومة الأمريكية للدول الأخرى.

تعد الأزمة المالية العالمية هي الحدث المالي الأبرز منذ الكساد الكبير عام 1929، وفي سبيل تحليل كشف الأسباب الحقيقية للأزمة يبدأ المؤلف بنظرة فاحصة للاقتصاد الأمريكي مسلطًا الضوء على مواطن قوته ومشكلاته المزمنة التي تهدِّد عرش سيادته للعالم، ثم يتجه إلى تحليل الأزمة العالمية من جذورها حيث تبدأ القصة من عام 2000، لذا فهو يحمل العديد من الأسرار التي قلما توجد في كتاب واحد.

جواد كاظم البكري: كاتب اقتصاد، ولد عام 1963 في بابل بالعراق، تخرج في كلية الإدارة والاقتصاد/جامعة الكوفة، وحصل على الماجستير في الاقتصاد عام 2000، والدكتوراه عام 2005، وهو حاليًّا يشغل منصب عضو هيئة تدريس بقسم العلوم المالية والنقدية بالكلية نفسها، ونائب رئيس تحرير مجلة “أبحاث عراقية”.
له مؤلفات عدة أبرزها: “أسس توزيع الثروات في الأنظمة الفيدرالية مع الإشارة إلى التجربة العراقية”، و”اكتشاف دورات الأعمال الأمريكية 1955-2003″، و”أزمة المنحدر المالي الأمريكي 2014”.