هل الحياةُ العقليةُ تجعلُ الإنسانَ سعيدًا؟
هل الحياةُ العقليةُ تجعلُ الإنسانَ سعيدًا؟
يُجيب أرسطو: أنه ما مِن إنسانٍ يمكنُ أن يختارَ حياةً، قد تكونُ مُزودةً بأعظمِ قدْرٍ من الثروةِ والغنى، بينما يكونُ هو نفسُهُ مَحرومًا من القدرةِ على التفكيرِ أو مُصابًا بالجنون، وحتى لو أُتيِحَ له تَحقيقُ ذلك؛ فلا يتمتعُ أحدٌ باللذّاتِ في الوقتِ الذي يعيشُ فيه كالمجنون، لذلك، لا مِراءَ في أن الناسَ تَفِرُّ من البَلاهةِ أكثرَ مما تفِرُّ من أي شيءٍ آخر.
وبما أن البلاهةَ مُضادةٌ للقدرةِ على التفكير، والمرءَ عندما يتجنبُ ضِد؛ فإنه يختارُ الآخر. أننا مثلاً حين نتحاشى المرض، نفعلُ ذلك لأننا نُؤْثِرُ عليه الصحة.
على أساسِ هذه الحُجّة، يبدو أيضًا أن القدرةَ على التفكير هى أقدَرُ الأشياء جميعًا بالاختيار. من أجل هذا يرى جميعُ الناس- بقدر ما يتصلون بالفلسفة وتُواتِيهُمُ القدرةُ على تذوقِ شيءٍ منها- أن بقية الأشياءِ تُعدُّ بجانبِهَا عديمةَ القيمة.
ويستنتجُ أرسطو أن ليس عند البشرِ ما هو إلهيٌّ أو مُبارك، سوى هذا الشيءِ الواحدِ الذي يستحقُ وحدَهُ أن يَبذِلوا الجُهدَ من أجلِه، وأقصدُ به ما يوجدُ فينا من العقلِ ومَلَكَةِ التفكير. يبدو أن التفكيرَ وحدَهُ الخَالِد، وهو وحدَهُ الإلهيُّ من كلِّ ما ينطوي عليه كيانُنا.
الفكرة من كتاب دعوة للفلسفة
يبدأ أرسطو دعوته للفلسفةِ بالإشارةِ إلى أهميتِها، والتساؤلِ عن الفضيلةِ والخير، ويوضحُ أن كليهما لا يمكن أن يتحققَ، إلا عن طريق معرفةٍ مُتقنَةٍ ورصينة للفلسفة. ويتابعُ حُجَجَهُ ليبيّنَ أن السعادةَ البشرية تقومُ على فاعليّةِ العقل.
يؤكد أرسطو أن القيمةَ المعنوية للإنسان، وانزياحاتِهِ ناحيةَ الداخل، أكثرُ أهميةٍ من قيمتِهِ الماديةِ وتوقعاتِهِ الخارجية.
مؤلف كتاب دعوة للفلسفة
أرسطو طاليس، فيلسوفٌ يُوناني، تتلمذ على يدِ أفلاطون، ويعدُّ واحدًا من عظماءِ المفكرين، ومن أهم مُؤسسي الفلسفةِ الغربية. عَمِلَ على تفسيرِ الطبيعة مُعتمدًا على براعَتِهِ في المُلاحظة، والاستنتاج، والمنطق.
يعدُ ثاني فلاسفةِ الغرب قَدْرًا بعد أفلاطون، ويُعتبرُ صاحبَ الفضلِ الأول في دراستِنَا اليوم، للعلومِ الطبيعية، والفيزياءِ الحديثة، وهو مُبتدعُ علمِ الأخلاق، الذي لا يزالُ من المواضيعِ التي لم يكُفْ البشرُ عن مناقشتها حتى اليوم.