النظام السياسي والسلطة العامة
النظام السياسي والسلطة العامة
تُعد السلطة التشريعية الممثل الأصيل للشعب وتنتخب شعبيًّا غالبًا، وأهم وظائفها التعبير عن مصالح الشعب، وتشريع ومناقشة القوانين، والرقابة على الجهات التنفيذية، أما السلطة التنفيذية فتعمل على تنفيذ القوانين وتطبيق السياسات العامة، وتمثِّل الدولة على المستوى الخارجي، وتحفظ الأمن والاستقرار الداخلي من خلال القطاعات الأمنية، وأخيرًا فالسلطة القضائية تقوم بدور “الحكم” بين المواطنين أو مؤسسات الدولة، ومهمتها تفسير القانون وتطبيقه على أرض الواقع، وهناك المحكمة الدستورية التي تضمن عدم التعدِّي على الدستور، أو تشريع قوانين مخالفة له، وتفصل في المنازعات بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
أما بخصوص النظام السياسي فهو كما يقول المؤلف شبكة من العلاقات والتفاعلات الإنسانية والمؤسسية، يتم خلالها صنع وتنفيذ القرارات السلطوية، والبعض يعرفه بأنه يتضمَّن الوحدات الحكومية وغير الحكومية التي تتفاعل فيما بينها حول السلطة من أجل توزيع القيم المادية والمعنوية، وهناك عدة تقسيمات إلى أنماط النظم السياسية أهمها التصنيف الذي يركِّز على توزيع السلطة وعلاقة السلطة بالمجال العام، وعليه فلدينا أنظمة دكتاتورية كانت شمولية أو استبدادية، وأخرى ديمقراطية رئاسية أو برلمانية.
يعتمد النظام البرلماني على مبدأ تداخل وأحيانًا انصهار السلطات، فينتخب الشعب البرلمان كسلطة تشريعية، يختار أعضاء الحكومة من خلال أعضاء البرلمان، سواء حاز حزب ما الأغلبية فانفرد بتشكيل الحكومة أو فشل أيٌّ من الأحزاب في الحصول على الأغلبية فيتحالف عدد من الأحزاب لتشكيل الحكومة، ومن ثم فأعضاء الحكومة، أي الوزراء يجمعون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
أما النظام الرئاسي فيتبنَّى مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها، فينتخب الشعب كلتا السلطتين؛ التشريعية والتنفيذية، ويختار الرئيس المنتخب وزراءه من خارج البرلمان، وغالبًا يختفي منصب رئيس الوزراء كما في النظام الأمريكي، النموذج الأمثل للنظام الرئاسي، ولا يملك البرلمان المنتخب محاسبة الرئيس.
الفكرة من كتاب العلوم السياسية.. مقدمة أساسية
يقدم هذا الكتاب قراءة ناقدة متأملة -وأحيانًا ساخرة- لأهم قضايا العلوم السياسية بدءًا من الحديث عن تاريخ الفكر السياسي، ثم الدولة، وإبراز مكونات النظام السياسي الرسمية وغير الرسمية المتمثلة في السلطات العامة وأنماط الأنظمة السياسية، والأحزاب السياسية وجماعات الضغط ومؤسسات المجتمع المدني، وصولًا إلى الجوانب غير المادية في عالم كالثقافة السياسية والإعلام والرأي العام، والسياسة الخارجية والعلاقات الدولية.
مؤلف كتاب العلوم السياسية.. مقدمة أساسية
مشاري حمد الرويح: كاتب، وأكاديمي كويتي يعمل أستاذًا مساعدًا في العلاقات الدولية بجامعة قطر، حصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية من جامعة فلوريدا الدولية بالولايات المتحدة، ونال درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة دورهام البريطانية.
صدر له من الكتب باللغة العربية: “مسارات السالكين في السياسة الدولية: حول الاستجابة الفكرية والوجدانية لمؤثرات البيئة الدولية”، و”العلوم السياسية: مقدمة أساسية”، وباللغة الإنجليزية States do not go to Heaven: Towards a Theory of Islamic agency in International Relations، وله عدة أوراق بحثية محكمة في دوريات عربية وغربية.