خصوصية الفيلسوف وتميُّزُه
خصوصية الفيلسوف وتميُّزُه
قدم أرسطو تحليلًا فريدًا ليدللَ على خصوصيةِ الفيلسوف وتعاليه؛ حيث اعتبرَ الفيلسوفَ هو من يتصِفُ وحدَهُ من بين العاملين جميعًا، بثباتِ قوانينه ونُبْلِهَا.
إنه يشبِهُ الملّاحَ الجيدَ الذي يُرسِي سفينة حياتِه عندَ ما هو أبديٌّ ودائِم، هناك يلقى مرساتَه ويحيا سيدَ نفسِه. إن المعرفة التي يمتلكُها على الرُغم من أنها في ذاتِهَا معرفةٌ نظرية، ولكنها تسمحُ له بتصريفِ جميع أعمالِه وَفقًا لها. وعلى الجملةِ، فهو يكتسبُ عن طريقِهَا كلَّ ما هو خير.
كما اعتبرً أرسطو تحصيلَ المعرفةِ الفلسفيةِ أسهلَ بكثيرٍ من تحصيلِ أيِّ خَيِرٍ آخر، قائلًا: “إن أولئِكَ الذين يَهِبُونَ حياتَهُم للفلسفة، لا يتلقَوْنَ من الناس أجْرًا يمكن أن يحفزَهُم على مثلِ هذا الجهد، ومهما يبلغُ الجهدُ الذي بذلُوه في تحصيلِ المَهَارة؛ فإنهم يتمكنون في وقتٍ قصير من إحراز تقدم سريعٍ نحوَ المعرفة الدقيقة، وهذا دليلٌ على سُهُولة تحصيلِ المعرفة الفلسفية. أضِفْ إلى هذا، أن للنشاطِ الفلسفي مِيزةً كبيرةً عن كلِ ما سِواه من ألوانِ النشاط؛ فلا يحتاجُ المرءُ في مُمارستِهِ أيَّ أدواتٍ أو أماكنَ خاصة، بل حيثُما وُجِدَ على الأرضِ إنسانٌ يهتمُ بأن ينصرفَ إلى التفكير، فقد وُجِدَت لديه كذلك القدرةُ على الإمساكِ بالحقيقة، كأنها حاضرةٌ بين يديه.
الفكرة من كتاب دعوة للفلسفة
يبدأ أرسطو دعوته للفلسفةِ بالإشارةِ إلى أهميتِها، والتساؤلِ عن الفضيلةِ والخير، ويوضحُ أن كليهما لا يمكن أن يتحققَ، إلا عن طريق معرفةٍ مُتقنَةٍ ورصينة للفلسفة. ويتابعُ حُجَجَهُ ليبيّنَ أن السعادةَ البشرية تقومُ على فاعليّةِ العقل.
يؤكد أرسطو أن القيمةَ المعنوية للإنسان، وانزياحاتِهِ ناحيةَ الداخل، أكثرُ أهميةٍ من قيمتِهِ الماديةِ وتوقعاتِهِ الخارجية.
مؤلف كتاب كتاب دعوة للفلسفة
أرسطو طاليس، فيلسوفٌ يُوناني، تتلمذ على يدِ أفلاطون، ويعدُّ واحدًا من عظماءِ المفكرين، ومن أهم مُؤسسي الفلسفةِ الغربية. عَمِلَ على تفسيرِ الطبيعة مُعتمدًا على براعَتِهِ في المُلاحظة، والاستنتاج، والمنطق.
يعدُ ثاني فلاسفةِ الغرب قَدْرًا بعد أفلاطون، ويُعتبرُ صاحبَ الفضلِ الأول في دراستِنَا اليوم، للعلومِ الطبيعية، والفيزياءِ الحديثة، وهو مُبتدعُ علمِ الأخلاق، الذي لا يزالُ من المواضيعِ التي لم يكُفْ البشرُ عن مناقشتها حتى اليوم.