الجهاد في الإسلام
الجهاد في الإسلام
لم يكن الجهاد في الإسلام لإكراه الناس على الدين كما كانت الحروب المقدَّسة، فالإيمان لا يأتي كرهًا، وقد قطعت الآيات ذلك بنص واضح أن ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾، وهو أمر منطقي إذ الإكراه في الإيمان يثمر نفاقًا قد يكون أشدَّ خطرًا من الكفر نفسه.
بيد أن هناك خطأ يقع فيه كل المتربِّصين بحصرهم للجهاد في القتال، وكل قتال جهاد، بينما ليس كل الجهاد قتال، فالجهاد لغةً هو “استفراغ ما في الوسع والطاقة من قول وفعل”، وهو في اصطلاح القرآن “بذل الوسع في المدافعة والمغالبة”، وذلك في كل الميادين لنصرة دين الحق والدعوة إليه، وقد قسم الأصفهاني الجهاد إلى ثلاثة أوجه، هي مجاهدة العدو الظاهر، والشيطان، والنفس، وقد وُصفت المحاججة بالقرآن بالجهاد الكبير في قوله تعالى: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾، فالجهاد بصورته الشاملة فريضة على كل مسلم ومسلمة، ويستطيعه كل مُكلَّف بشكلٍ من أشكاله، بينما القتال فهو شعبة من الجهاد مشروطة بشروط وضَّحتها آيات القتال.
وتقول المستشرقة الألمانية سيجريد هونكه: “إن الجهاد الإسلامي ليس هو ما نطلق عليه مصطلح الحرب المقدسة، فالجهاد هو كل سعي مبذول وكل اجتهاد مقبول وكل تثبيت للإسلام في أنفسنا، حتى نتمكَّن في هذه الحياة الدنيا من خوض الصراع اليومي المتجدِّد أبدًا ضد القوى الأمَّارة بالسوء في أنفسنا، وفي البيئة المحيطة بنا عالميًّا، إن الجهاد بمثابة التأهُّب اليقظ الدائم للأمة الإسلامية، للدفاع بردع كل القوى المعادية التي تقف في وجه تحقيق ما شرعه الإسلام من نظام اجتماعي إسلامي في ديار الإسلام”.
الفكرة من كتاب السماحة الإسلامية
تعني السماحة اللين والتساهل والعطاء غير المحدود دون انتظار لأي مقابل، وهي في النهج الإسلامي دين ووحي من الله، يرسمه لنا نموذجًا وتطبيقًا نبيه الكريم (ﷺ)، فالسماحة من ثمار هذا الدين العظيم وهي باقية ببقائه حتى تقوم الساعة.
يقف المؤلف في هذا الكتاب على حقيقة السماحة، ومصطلحات الجهاد والقتال والإرهاب ليفصِّل موقف الإسلام منها، ويفنِّد الادعاءات التي يُرمى بها الإسلام بغير ما فيه.
مؤلف كتاب السماحة الإسلامية
محمد عمارة (1931 – 2020): كاتب ومفكر إسلامي مصري، كان عضوًا بهيئة كبار علماء الأزهر، ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وعضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وعضوًا بالمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، كما كان عضوًا باللجنة التأسيسية لدستور 2012 في مصر، ينتمي إلى المدرسة الوسطية التي يدعوها “الوسطية الجامعة”، ترك إرثًا كبيرًا من الكتب يزيد على مائة وأربعين كتابًا، منها:
الإسلام والثورة.
أزمة العقل العربي.
الحضارات العالمية: تدافع أم صراع.
الجامعة الإسلامية والفكرة القومية.