تراجع عربي وتقدم بيزنطي
تراجع عربي وتقدم بيزنطي
تزايد التوسع العربي ولم يقتصر على الشرق فقط، فما إن أقام المسلمون في أفريقيا حتى بدأوا بالهجوم على صقلية، وبحلول عام 831م استطاعوا فتح باليرمو ومناطق كالابريا وبوليا جنوب إيطاليا، ثم استطاع عرب الأندلس بعد ذلك فتح جزيرة كريت، وقد حاول البيزنطيون استعادة توازنهم ما بين اللومبرديين والعرب، وشرعوا في إنشاء إمبراطوريتهم الغربية من جديد، واستخدموا وسائل التبشير للمناطق المجاورة.
وبداية من عام 959م تولى إمرة الجيوش البيزنطية قادة أكفاء استغلوا الضعف الذي مرَّ بالخلافة العباسية الإسلامية، لتبدأ بيزنطية في عملية الهجوم هذه المرة، ولكن تصدى لهذه الهجمات أمير يُدعى الحمداني سيف الدولة صاحب حلب وأنطاكية واستطاع صد هذه الهجمات لفترة طويلة حتى هُزم، واستطاع قيصر الروم آنذاك نقفور السيطرة على كريت عام 961م وبعدها قبرص وشمال سوريا وأنطاكية ثم حلب التي جعل منها دولة تابعة للإمبراطورية، ليأتي خليفته يوحنا الذي استطاع أخذ دمشق، لتعود إلى الروم فكرة استعادة القدس مرة أخرى، وقد تبع هذه الانتصارات بعض التوقف بسبب ما ألحقه الأرمن بالإمبراطورية من هزائم عام 1031م، لكن استطاع البيزنطيون كذلك استرداد الأراضي التي استولى عليها السلاف.
كما لجأ القيصر نقفور فوكاس إلى الروس الوثنيين لإخضاع بلغاريا، فدخلوها ثم رفضوا الخروج منها بعدما رأوا ثراءها، وبعد صراع مرير استطاعت بيزنطية إخضاع بلغاريا في عام 1018م، ولقد أدى تعامل بيزنطية مع الروس إلى تفكير الإمبراطورية في مشروع تنصير الروس، فمنها يكسبون حليفًا لطالما كان مصدر تهديد لهم، ومنها يحافظون على التمدد البيزنطي، وبالفعل نجح ذلك المشروع بصورة كبيرة، وتم تأسيس الكنيسة الروسية عام 988م.
الفكرة من كتاب تاريخ بيزنطية
في يومٍ من الأيام ظهرت إمبراطورية شامخة كانت هي أقوى البلاد على وجه الأرض، وما بين صعودٍ وهبوط لا تُنكر الحضارات بعدها أنها نهلت منها العلوم والنظم الإدارية والمالية، وهي كذلك التي أضحت يومًا ما رأس الاضطهاد لمن كان على نفس دينها، ولم يسلم من شرِّها من جاورها شرقًا وغربًا حتى سقطت على يد شاب لم تأخذه على محمل الجد، يتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الإمبراطورية البيزنطية منذ نشأتها وحتى سقوطها على يد السلطان العثماني محمد الفاتح.
مؤلف كتاب تاريخ بيزنطية
جان-كلود شينيه Jean-Claude Cheynet: باحث فرنسي وأستاذ في التاريخ البيزنطي في جامعة باريس السوربون منذ عام 1995م، كما عمل مديرًا لمركز الأبحاث فيما يخص تاريخ الحضارة البيزنطية بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا.
من أهم مؤلفاته:
أباطرة القسطنطينية.
السلطة والاحتجاجات في بيزنطية.
الأرستقراطية البيزنطية ووظيفتها العسكرية.