هل للديمقراطية بديل؟
هل للديمقراطية بديل؟
إن الديمقراطية قد أفسدت جميع مناحي الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، فبعد أن حلَّت محل الأنظمة السياسية المختلفة مثل الليبرالية والشيوعية والاشتراكية كان من المفترض أن تتجنَّب الديمقراطية الأخطاء التي وقعت فيها تلك المناهج السياسية، لكنها لم تُضِف غير مزيدٍ من التدهور الاجتماعي وسلب الحريات، بل إن الحريات الموجودة حاليًّا لا ترجع إلى الديمقراطية على الإطلاق، وإنما ترجع إلى التراث الليبرالي الداعم للحرية.
لكن هل هناك بديل للديمقراطية من الأساس يُمكن أن يُطبَّق؟ بالطبع يوجد، ولكن بالتدريج، بَدءًا من تقليل دور الحكومة إلى أقل قدر ممكن وعدم إجبار الناس على أنظمة تعليمية وصحية معينة أو اتخاذ القرارات نيابةً عنهم، بل يجب إعطاء الناس الحرية الكاملة في التحكم في حياتهم دون هذا القدر من الإجبار، فإذا أخذنا التعليم مثالًا، فالكلُّ يريد تعليمًا أفضل بلا شك، لكننا لا نحصل على تعليم أفضل.. وما نحصل عليه هو مُدرسون مرهقون وعنفًا في المدارس، وجودة تعليم سيئة، والسبب في ذلك هو الديمقراطية التي تسهم في جعل التعليم يُدار من خلال السياسيين والبيروقراطيين بعقلياتهم العقيمة التي لا تمتلئ إلا بالعمل الإداري والأوراق والمستندات.
فإذا كانت الأوراق سليمة إذًا فكل شيء على ما يُرام، فهؤلاء السياسيون يسيطرون على كل تفصيلة في التعليم، يحددون كيف يتم تنظيم التعليم وما ميزانيته، ويتم تقليص دور الأهالي والمُعلمين والطلاب (عناصر المنظومة)، كل ما تُصدره الحكومة هو مجرد خطط ومتطلبات وقواعد وأنظمة والنتيجة لا شيء، لذلك العلاج يكمن في التمكين؛ تمكين المُعلمين وأولياء الأمور والطلاب في تشكيل النظام المناسب وتحديد معالمه.
الفكرة من كتاب ما وراء الديمقراطية
هل تعني الديمقراطية حكم الشعب لنفسه، أم أنها وسيلة لتحجيم آرائه وتمكين الحكام من سلطانهم ونفوذهم أضعافًا مُضاعفة؟!
يدور الحديث في هذا الكتاب عن الديمقراطية وأضرارها التي تُلاحق الشعوب يومًا بعد يوم، فالديمقراطية التي تتغنَّى بها الدول المتقدمة ليل نهار هي السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من مستويات منحدرة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، فلا علاقة لتقدُّمها بالديمقراطية، ويحاول الكاتبان أن يهدما المعتقدات الكاذبة التي رسَّختها الحكومات في عقول شعوبها عن الديمقراطية، كما قاما ببيان حقيقة ما آلت إليه الأمور في ظل الديمقراطية.
مؤلف كتاب ما وراء الديمقراطية
كارل بيكمان Karel Beckman: كاتب وصحفي، عمل بجريدة “الموارد المالية” الألمانية ومحرِّر بصحيفة “إنيرچي بوست”.
فرانك كارستن Frank Karsten: كاتب ومؤسس معهد “ميزس”، له العديد من الأحاديث المصوَّرة عن الدولة وتدخُّلها في حياة المواطنين.
من أهم أعمالهما:
De Staat Voorbij
Beyond Democracy