خطايا الديمقراطية
خطايا الديمقراطية
للديمقراطية خطايا كثيرة، يأتي على رأسها البيروقراطية، إذ ستجد دائمًا إذا أردت أن تنفذ مشروعًا ما أو تفتتح مصنعًا، أن هناك حزمة من القواعد والقوانين والخطوات الروتينية التي ستدفعك إلى إلغاء الفكرة من الأساس سواء بسبب عامل الوقت وإهداره في موافقة كل الشروط المفروضة، أم روتينية المؤسسات الحكومية، فالبيروقراطية هي ثمرة فاسدة من ثمرات فاسدة كثيرة في شجرة الديمقراطية.
ويأتي بعدها الطفيلية، ويقصد بها تلك المجموعة التي تدير الشركات والمؤسسات والتي تعتمد اعتمادًا فجًّا على أموال الحكومة سواء أكانت ضمن القطاع الخاص أم مؤسسات ثقافية أم بيئية مدعومة، ثم جنون العظمة، فعندما تطلق الحكومة مرارًا وتكرارًا مشاريع ضخمة لتشتيت الرأي العام المُحبط من سياسات الحكومة الفاشلة وعدم قدرتها على تغيير الواقع، تكون نتيجة المشاريع غير المدروسة المزيد من العجز المالي وزيادة الديون، وبعد ذلك تأتي ثقافة عدم الرضا، وهي طبيعة دائمًا منتشرة في المجتمعات الديمقراطية فإذا شعرت فئة ما بأنها ظُلمت في أمرٍ معين، تنظم الاحتجاجات والمظاهرات وتدخل في إضراب عن العمل مما يسبب الإحباط الدائم لجميع الأفراد.
والخطيئة الأخيرة هي قِصَر المدى، فدائمًا ما تكون الخطط الحكومية قصيرة المدى، وذلك بسبب طبيعة السياسيين وأهدافهم، فهدفهم الأول ليس إنجاز هذا المشروع أو بناء هذه المدرسة، بل الهدف هو إعادة انتخابهم، وبالتالي يتكيَّفون مع ذلك الهدف السامي بالنسبة إليهم ولا يفكرون إلا فيما سينجزونه في السنوات الأربع المقبلة فقط فلا يتم تحقيق النهضة الحقيقية.
الفكرة من كتاب ما وراء الديمقراطية
هل تعني الديمقراطية حكم الشعب لنفسه، أم أنها وسيلة لتحجيم آرائه وتمكين الحكام من سلطانهم ونفوذهم أضعافًا مُضاعفة؟!
يدور الحديث في هذا الكتاب عن الديمقراطية وأضرارها التي تُلاحق الشعوب يومًا بعد يوم، فالديمقراطية التي تتغنَّى بها الدول المتقدمة ليل نهار هي السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من مستويات منحدرة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، فلا علاقة لتقدُّمها بالديمقراطية، ويحاول الكاتبان أن يهدما المعتقدات الكاذبة التي رسَّختها الحكومات في عقول شعوبها عن الديمقراطية، كما قاما ببيان حقيقة ما آلت إليه الأمور في ظل الديمقراطية.
مؤلف كتاب ما وراء الديمقراطية
كارل بيكمان Karel Beckman: كاتب وصحفي، عمل بجريدة “الموارد المالية” الألمانية ومحرِّر بصحيفة “إنيرچي بوست”.
فرانك كارستن Frank Karsten: كاتب ومؤسس معهد “ميزس”، له العديد من الأحاديث المصوَّرة عن الدولة وتدخُّلها في حياة المواطنين.
من أهم أعمالهما:
De Staat Voorbij
Beyond Democracy