الديمقراطية من منظور اجتماعي
الديمقراطية من منظور اجتماعي
إن التعايش تحت مظلة الديمقراطية لا يمكن أن يحدث بصورة مُرضية للجميع، فإذا كان كل فرد ينطلق وراء أهوائه ورغباته الشخصية، فكيف يتم التعايش بانسجام وتوافق؟!
بل على العكس تمامًا هذا يؤدي إلى علاقات عدائية وتناحر بين الفئات المختلفة، وفي أغلب الأحيان يفشل السياسيون في تحقيق الشعارات التي نجحوا في الانتخابات على أساسها مِثل (نعم نستطيع) وغيرها، والحل يكمن في إعطاء كل فرد من أفراد المجتمع الحق في تقرير أموره بنفسه وعدم إجباره تحت مسمى الديمقراطية على مسار معين، فلا يجوز أن يتم اختيار نظام التعليم، على سبيل المثال، ديمقراطيًّا، فهذا أمر يحتاج إلى أن يشارك أعضاء المنظومة في تحديد شكل وهيكل التعليم في البلاد.
وقد أصبحت الديمقراطية أداة لهدم روح المجتمع وليس تنمية الإحساس بها، والناس أصبحوا معتمدين اعتمادًا كليًّا على الحكومة في كل شيء، وصار هناك تنصُّل من المسؤولية الشخصية والمساعدات الاجتماعية، ما أدى إلى غياب كثير من القيم الاجتماعية المكتسبة بطبعها من سلوك الأفراد بعضهم مع بعض مثل التعاون والمشاركة، حتى مظاهر اجتماع الناس كإنشاء الأندية الرياضية أو المنظمات الثقافية، وقد أصبح الناس يسعون إلى الحصول على دعم مادي ومنح حكومية لإنشاء هذه الأندية ومصدر هذه الأموال هي الضرائب بالطبع، وبالتالي يدفع كل مواطن من أجل بناء نادٍ رياضي لممارسة هواية لا يُفضلها ويشعر الناس بالإجبار على أشياء لا يريدونها، فكان من المفترض أن يتشارك مجموعة من سكان مدينة ما ماديًّا ومعنويًّا في بناء هذا المكان الاجتماعي، وحينها يشعر الجميع بمسؤوليته تجاه مجتمعه والأفراد المحيطين به، وبالتالي نستنتج الفارق الجوهري بين الديمقراطية والمجتمع الحقيقي وهو الإجبار والاختيار.
الفكرة من كتاب ما وراء الديمقراطية
هل تعني الديمقراطية حكم الشعب لنفسه، أم أنها وسيلة لتحجيم آرائه وتمكين الحكام من سلطانهم ونفوذهم أضعافًا مُضاعفة؟!
يدور الحديث في هذا الكتاب عن الديمقراطية وأضرارها التي تُلاحق الشعوب يومًا بعد يوم، فالديمقراطية التي تتغنَّى بها الدول المتقدمة ليل نهار هي السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من مستويات منحدرة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، فلا علاقة لتقدُّمها بالديمقراطية، ويحاول الكاتبان أن يهدما المعتقدات الكاذبة التي رسَّختها الحكومات في عقول شعوبها عن الديمقراطية، كما قاما ببيان حقيقة ما آلت إليه الأمور في ظل الديمقراطية.
مؤلف كتاب ما وراء الديمقراطية
كارل بيكمان Karel Beckman: كاتب وصحفي، عمل بجريدة “الموارد المالية” الألمانية ومحرِّر بصحيفة “إنيرچي بوست”.
فرانك كارستن Frank Karsten: كاتب ومؤسس معهد “ميزس”، له العديد من الأحاديث المصوَّرة عن الدولة وتدخُّلها في حياة المواطنين.
من أهم أعمالهما:
De Staat Voorbij
Beyond Democracy