أنواع الديمقراطية
أنواع الديمقراطية
هناك نوعان من الديمقراطية: الديمقراطية المباشرة وغير المباشرة (التمثيلية)؛ المباشرة هي التي يتم من خلالها استفتاء الشعب لكل قرار أو قانون، أما التمثيلية وهي النظام المتبع في معظم الدول، ففيها يختار الشعب ممثلين عنه يقومون بإصدار القرارات المصيرية وغير المصيرية، ورغم توافر التكنولوجيا الحديثة والآليات التي تيسِّر تطبيق الديمقراطية المباشرة، دائمًا ما يختار السياسيون النظام الآخر ليتحكَّموا في كل شيء دون رقيب فِعلي، متعللين أيضًا بعدم وجود الخبرة الكافية والتعليم المناسب لأن يقرِّر الشعب ويختار مختلف القرارات.
لكن يوضح الكاتب أن هذه الحُجة باطلة منطقيًّا لأنه إذا صح ادعاؤهم بنقص الخبرة والدراية، فنفس الشيء أيضًا لدى الشعب غير المؤهل عقليًّا لفَهم البرامج الانتخابية المعقدة لمختلف المرشحين والسياسيين، بل الأبعد من ذلك أن نتساءل ما الضمان لكون السياسيين على خبرة ودراية وذكاء بكل ما يحتاج إليه العمل السياسي؟ لا شيء، فمن الممكن أن يكون المرشح لا يفقه شيئًا ولأن الأغلبية اختارته أصبح ممثلًا عن الشعب ويحق له أن يُدلي بدلوه في قرارات الحروب والموازنة العامة والقرارات السياسية الكبرى.
لذا يبدو في الواقع أن الديمقراطية ليست حكم الشعب لنفسه، بل على العكس تمامًا هي وسيلة لتحجيم آرائه وتمكين الحكام من سلطانهم ونفوذهم أضعافًا مُضاعفة، وقد يبدو للقاصي والداني أن نتائج الديمقراطية هي النتائج التي يريدها الناس أو على الأقل الأغلبية حتى ولو كانت نتائج سيئة فيقال إنها بسبب اختياراتهم، أما على أرض الواقع فالأمور تختلف!
الفكرة من كتاب ما وراء الديمقراطية
هل تعني الديمقراطية حكم الشعب لنفسه، أم أنها وسيلة لتحجيم آرائه وتمكين الحكام من سلطانهم ونفوذهم أضعافًا مُضاعفة؟!
يدور الحديث في هذا الكتاب عن الديمقراطية وأضرارها التي تُلاحق الشعوب يومًا بعد يوم، فالديمقراطية التي تتغنَّى بها الدول المتقدمة ليل نهار هي السبب الرئيس فيما وصلنا إليه من مستويات منحدرة في السياسة والاجتماع والاقتصاد، فلا علاقة لتقدُّمها بالديمقراطية، ويحاول الكاتبان أن يهدما المعتقدات الكاذبة التي رسَّختها الحكومات في عقول شعوبها عن الديمقراطية، كما قاما ببيان حقيقة ما آلت إليه الأمور في ظل الديمقراطية.
مؤلف كتاب ما وراء الديمقراطية
كارل بيكمان Karel Beckman: كاتب وصحفي، عمل بجريدة “الموارد المالية” الألمانية ومحرِّر بصحيفة “إنيرچي بوست”.
فرانك كارستن Frank Karsten: كاتب ومؤسس معهد “ميزس”، له العديد من الأحاديث المصوَّرة عن الدولة وتدخُّلها في حياة المواطنين.
من أهم أعمالهما:
De Staat Voorbij
Beyond Democracy