حركة تحرير المرأة

من هانت عليه نفسه كان على غيره أهون، فبذرة السفور في العالم الإسلامي غُرست في مصر التي كانت مركز ثقله وصاحبة الصدارة الفكرية فيه، وقُطِفت ثمار هذه البذرة في أغلب الدول بعدها، فقد بدأت حركة تحرير المرأة في مصر مع البعثات الخارجية كما يذكر الكتاب، فقد عاد المبتعثون من فرنسا مبهورين بالعلم المادي متأثرين بالثورة الفرنسية، ومنهم الشيخ رفاعة الطهطاوي الذي رجع منها داعيًا إلى الوطنية وإلى الحرية المزعومة في الثورة الفرنسية، وكان أول من أشار إلى تحرير المرأة في كتابه “تخليص الإبريز في تلخيص باريز”، وبرز بعد ذلك مرقص فهمي الذي ألف كتاب “المرأة في الشرق”، ودعا فيه إلى تحقيق عدة أهداف منها القضاء على الحجاب.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

ومن أبرز النشطاء الذين وجهوا حركة تحرير المرأة الكاتب قاسم أمين من خلال كتابه “تحرير المرأة” والذي كان ردة فعل لموقف إلا أنه أثَّر تأثيرًا كبيرًا في الأحداث، وكانت البداية برحيله إلى فرنسا لإتمام تعليمه كغيره، فآلمه ما وجد من كتابات وأفكار مغلوطة عن المصريين، ففنَّد هذه الأفكار في كتاباته، ورفع شأن الحجاب، واستنكر تشبُّه بعض النساء المصريات بالأوروبيات، فوصلت كتاباته إلى الأميرة نازلي فاضل التي كانت تلتقي الرجال أجانب في صالونها وترتدي الثياب الأوروبية فظنَّت أنه يقصدها في كتاباته، فغضبت وتوعَّدت، فحاد قاسم أمين عن موقفه وناقض أفكاره السابقة في كتابه “تحرير المرأة”.

وفي مارس عام 1919م خرجت النساء مع سعد زغلول في ثورة احتجاجية ضد السياسة البريطانية، خرجن محجبات يرتدين البراقع البيضاء لا يخالطن الرجال، ثم انقلبت المظاهرة إلى دعوة صارخة إلى تحرير المرأة، وبعدها طلب سعد زغلول بعد توليه الزعامة ممن يحضرن خطبه أن يخلعن النقاب عن وجوههن، ومنذ ذلك الحين بدأت التنازلات وبدأت النفوس تعاني ضياع عزتها بدينها وضياع كرامتها وإبائها ، فصارت نفوسًا جافة لا تُسقى إلا من موارد الذُل والتبعية.

يصف العنوان المرأة بأنها قمر، ويشبِّه حجابها بوشاح يزيدها جمالًا، ويأخذنا هذا الكتاب في جولة تاريخية نرى فيها أن الحجاب ليس أمرًا إسلاميًّا بحتًا كما نظن، وإنما الحجاب والاحتشام خُلُقُ بادٍ على مر الزمان، ثم نرى كيف سطعت شمس الإسلام على المرأة العربية لتنقلها من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، ثم نشاهد انتقال أوروبا من الاحتشام إلى السفور، وتأثر دول العالم الإسلامي بحركة تحرير المرأة.

سارة النوري، والدكتور فاطمة سامي، ومنيرة الذكير، وأسماء الشطي، ومها المنيع من مجموعة “إيوان: تأصيل وتبيان” التي تهدف إلى التأصيل لفقه المرأة المسلمة من خلال نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وترتيب لقاءات وبرامج علمية عن بُعد، وهذا الكتاب هو أول إصداراتها من الكتب بالتزامن مع مبادرتها التوعوية “قمر” لتعزيز مفهوم الاحتشام والستر.