الدولة المدنية أم الدينية؟
الدولة المدنية أم الدينية؟
في الواقع ما يقوله أنصار الدولة المدنية الحديثة، أو أنصار العلمانية بالأحرى عن أسباب رفضهم للدولة الدينية وأنهم يرفضون التخلُّص من استبداد فردي ويقعون في الاستبداد الديني، ليس صحيحًا فهم لا يعرفون أن الإسلام ليس فيه ما في المسيحية، على سبيل المثال وتم تطبيقه في أوروبا ما قبل الحداثة، وهو مفهوم الدولة الثيوقراطية، وهو الحكم باسم الإله، وهذا غير موجود في الإسلام إلا في الفكر الشيعي حديثًا فقط بما يُسمى “ولاية الفقيه”، ومفهوم الدولة المدنية المنشودة أنها عقد اجتماعي بين سلطات الدولة ومؤسساتها تضمن العدالة والحرية لكل أفراد المجتمع وتضمن الفصل بين السلطات لضمان لامركزية الحكومة وعدم تغوُّل سلطة على صلاحيات سلطة أخرى، وهو ما نص عليه الإسلام منذ مجيئه.
أما عن مخاوف استبداد الحكومة الدينية باسم الدين فهو أمرٌ مشروع، وفي ذلك تتم محاسبة الأحزاب والفصائل الدينية وليست استبعاد الدين ككل من الحياة! وبالتالي نَظَّم الإسلام العلاقة بين الحاكم والمحكوم وتوافق الجميع على أنها علاقة عقد عن تراضٍ بينهما محدد بمدة، للحاكم الطاعة ما أطاع الله وإذا أتى بمعصية فلا طاعة له.
وكذلك الزعم بأن حقوق الآخرين المكفولة في ظل الدولة المدنية لا يمكن أن تتحقَّق في الإسلام زعمٌ خاطئ، لأن ما فعله الرسول (عليه الصلاة والسلام) وتعامله مع غير المسلمين مثالٌ يحتذى، ودليلٌ على الإسلام ككل، فهو من أسس دولة المدينة وعاش بها اليهود والكفار جنبًا إلى جنب مع المسلمين، بل وأعطاهم حقوقهم كاملة ولم يسلبهم شيئًا ولم يجبرهم على الدخول في الإسلام، ومن ثمَّ فإن كل تلك الادعاءات حجتها باطلةٌ بالأمثلة والأدلة وبين النصوص والتاريخ، ودولة الإسلام تتسع للكل، ولكل القيم المتعارف عليها حديثًا للدولة المدنية من حقوقٍ وحريات وعدل وتداول للسلطة وتنمية للقيم والاهتمام بالصناعة والتجارة، قائمة منذ أربعة عشر قرنًا، وما حدث في العصر الحديث غيَّر مجرد الاتفاق على المسميات فأصبح اجتماع تلك القيم والنُظم معًا يسمى دولة مدنية.
الفكرة من كتاب أسئلة الثورة
تعد الثورات نتاج تراكمات زمنية طويلة من الأسباب، وردة فعل احتجاجية تعبيرًا عن الغضب من نظام استبدادي قمعي غالبًا أو نظام فاشل اقتصاديًّا أنهك الشعب ماديًّا، وعجز عن تطبيق برنامجه الإصلاحي الاقتصادي وأوجد فجوة طبقية في المجتمع يصعب تحملها..
يقدم الكاتب شرحًا وافيًا لطبيعة الثورات ومفهومها وأسبابها من منظور إسلامي، ويعرِّف الثورة انطلاقًا من مفاهيم شرعية وآراء متباينة للفقهاء تتفق تارةً وتختلف تارةً أخرى، كما يرد على أسئلة كثيرة منها التشكيك في أن الإسلام يصلح منهجًا يمكن تطبيقه بعد نجاح الثورات، وما تثيره التيارات الأخرى من تساؤلات ومخاوف من الإسلام السياسي، وفي النهاية يستعرض كيفية التعامل بعد النجاح وعدم تضييع النصر بالفرقة والخلافات.
مؤلف كتاب أسئلة الثورة
سلمان العودة: داعية إسلامي وأستاذ جامعي ومفكر سعودي، ولد عام ١٩٥٦، حصل على درجة الماچستير ثم الدكتوراه في السُّنة، كان دائم المطالبة بالإصلاح والتجديد والدفاع عن الإسلام.
له مؤلفات عديدة في الفكر والدعوة، أهمها: “من وسائل دفع الغربة”، و”معركة الإسلام والعلمانية”، و”من أخلاق الداعية”، و”تحية الشعب المقاوم”.