السياسة في الإسلام
السياسة في الإسلام
إن السياسة الشرعية بمفهومها الإسلامي الصحيح هو كل ما يَعتدُّ بها الناس في أمورهم وكانت تقربهم من الصلاح وتبعدهم عن الفساد حتى وإن لم يشرِّعها الرسول (صلى الله عليه وسلم) لاختلاف الزمان وحوادث الدهر، وبالتالي تكون السياسة هي كل ما وافق الشرع غرضًا أو منطوقًا (أي ما فيه من نصوص واضحة) فيتم الامتثال لتلك النصوص، وما ليس فيه نصٌّ واضحٌ صريحٌ فيكون التعامل معه بمفهوم الاجتهاد للفقهاء والعلماء، والاجتهاد في الإسلام يُجمع الفقهاء أن ثوابه بين الأجر والأجرين، فأجر للمجتهد المخطئ وأجران للمجتهد المُصيب، وبالتالي ملخص السياسة الشرعية الإسلامية قاعدتان؛ الأولى طاعة الأوامر والنصوص الشرعية، والثانية الالتزام بالقيم الأساسية المتفق عليها في ظل المواطنة مثل العدل والحرية الشخصية والأخلاق.
ذلك المفهوم الشامل للسياسة الشرعية يختلف عن تعريفات بعض العلماء مثل تعريف ابن خلدون لها أنها نيابة عن صاحب الشرع، وتعريف الماوردي لها أن الحاكم بها قائم مقام النبوة، وذلك مما يجعل الأمر يلتبسُ على العوام إلى حد التقديس ويضيقون بذلك ذرعًا إلى درجة البُغض والإنكار لمن يقول ذلك وينكرون عليه مشروعه، وهذا الالتباس لا تلزم تقويته في الأذهان بالممارسات الخاطئة والأقوال المستهجنة، إذ إنه متشكِّل منذ القدم في عقول الشعوب ومُترسِّخ في لا وعي التجارب الثورية حديثة النشأة.
وشبهة التقديس تلك خطيرة إذا تم البوح بها وهي لها أساسٌ في نفوس قائليها من أصحاب المرجعية الإسلامية لأن ذلك يجعل من المنتقدين والغاضبين كفارًا لأنهم أنكروا أمورًا مقدسة وليست اجتهادات بشرية تخطئ وتصيب، وأكبر مثال يوضح ذلك أمر الرسول أصحابه في ولاياتهم بأن يُنزلوا الناس على حكمهم وليس حكم الله، فإنهم لا يعلمون إن كانوا يصيبون حكمَ الله أم يخطئونه، أما الخطر الأعظم على الدين فمن ذوي النفوس المريضة الذين يربطون اجتهاد الأشخاص بالإسلام، ويطلقون الأحكام العامة ويشوِّهون الإسلام ويزعمون عدم صلاحيته لفساد أفراده!
الفكرة من كتاب أسئلة الثورة
تعد الثورات نتاج تراكمات زمنية طويلة من الأسباب، وردة فعل احتجاجية تعبيرًا عن الغضب من نظام استبدادي قمعي غالبًا أو نظام فاشل اقتصاديًّا أنهك الشعب ماديًّا، وعجز عن تطبيق برنامجه الإصلاحي الاقتصادي وأوجد فجوة طبقية في المجتمع يصعب تحملها..
يقدم الكاتب شرحًا وافيًا لطبيعة الثورات ومفهومها وأسبابها من منظور إسلامي، ويعرِّف الثورة انطلاقًا من مفاهيم شرعية وآراء متباينة للفقهاء تتفق تارةً وتختلف تارةً أخرى، كما يرد على أسئلة كثيرة منها التشكيك في أن الإسلام يصلح منهجًا يمكن تطبيقه بعد نجاح الثورات، وما تثيره التيارات الأخرى من تساؤلات ومخاوف من الإسلام السياسي، وفي النهاية يستعرض كيفية التعامل بعد النجاح وعدم تضييع النصر بالفرقة والخلافات.
مؤلف كتاب أسئلة الثورة
سلمان العودة: داعية إسلامي وأستاذ جامعي ومفكر سعودي، ولد عام ١٩٥٦، حصل على درجة الماچستير ثم الدكتوراه في السُّنة، كان دائم المطالبة بالإصلاح والتجديد والدفاع عن الإسلام.
له مؤلفات عديدة في الفكر والدعوة، أهمها: “من وسائل دفع الغربة”، و”معركة الإسلام والعلمانية”، و”من أخلاق الداعية”، و”تحية الشعب المقاوم”.