الطريق إلى الثورات
الطريق إلى الثورات
إن الثورات هي ردة فعل احتجاجية تعبيرًا عن الغضب من نظام استبدادي قمعي غالبًا أو نظام فاشل اقتصاديًّا أنهك الشعب ماديًّا، وعجز عن تطبيق برنامجه الإصلاحي الاقتصادي وأوجد فجوة طبقية في المجتمع يصعب تحملها، فالثورة نتاج تراكمات زمنية طويلة من الأسباب، وتحديد طبيعة الثورة سلمية كانت أم عنيفة يتوقف على طريقة تعامل الشرطة والجيش مع المحتجِّين، فكم من ثورة سلمية بدأت سلمية وانتهت بالعنف نتيجة القمع والقتل، وقليلةٌ في التاريخ تلك الثورات السلمية التي حققت أهدافها بسلمية تامة ولم تتخذ أي اتجاه عنيف.
يقول الكاتب إن أهم الأسباب التي تُعجِّل بالثورة هي السنة الإلهية في وجود المتغيرات والأحداث ومفهوم المداولة القرآني ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾، كذلك غياب المشروع المشترك الذي يجمع السُّلطة والشعب معًا يصنع طريقين متوازيين لا يلتقيان؛ طريق الفقر والإهمال للشعب وطريق المنافع الخاصة والمصالح المتشعبة للسلطة، فيضيق الشعبُ بذلك ويجعل الطريقين يلتقيان بالثورة.
التخلف والفقر والظلم هي العناصر البيئية لأي ثورة، كذلك تجميع السلطات كلها في يد واحدة مما ينشر الفساد والعجز والمركزية ونقص الرقابة، ومن الممكن أن يكون سبب الثورة من داخل عقول الأفراد بزيادة وعيهم تجاه قضية ما أو اكتشاف إمكانيات من الممكن تسخيرها بطريقة أفضل وما إلى ذلك، ومما أسهم في تنمية عملية الوعي الشعبي في كل البلاد وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، فأصبحت كل الأخبار والمشكلات تطلُّ بصفة مستمرة على عقول الناس، كما أنهم يقارنون باستمرار بين حالهم وحال الدول الأخرى بسهولة ويسر، ما يزيد من الغضب العام على حياتهم والضجر بها، ويصف بعضهم الثورة في عصر التواصل الاجتماعي بأنها مثل الحُمى تنتقل من بلدٍ إلى آخر بسرعة البرق.
كما أن من ضمن الأسباب التي تُعجِّل بالثورة أيضًا محاولة الطبقة الحاكمة تدمير الهوية أو تغييرها تغييرًا سافِرًا مثل العبث بالدين أو تغيير نصوص شرعية، وأخيرًا تجاوز حالة الخوف واستعداد الناس للتضحية أو وجود الصراعات الداخلية بين عناصر الطبقة الحاكمة والسلطات المختلفة، ووجود تشقُّقات وتصدعات فيستغلُّ الناس الفرصة لمحاولة التغيير الجذري لهذا الضعف.
الفكرة من كتاب أسئلة الثورة
تعد الثورات نتاج تراكمات زمنية طويلة من الأسباب، وردة فعل احتجاجية تعبيرًا عن الغضب من نظام استبدادي قمعي غالبًا أو نظام فاشل اقتصاديًّا أنهك الشعب ماديًّا، وعجز عن تطبيق برنامجه الإصلاحي الاقتصادي وأوجد فجوة طبقية في المجتمع يصعب تحملها..
يقدم الكاتب شرحًا وافيًا لطبيعة الثورات ومفهومها وأسبابها من منظور إسلامي، ويعرِّف الثورة انطلاقًا من مفاهيم شرعية وآراء متباينة للفقهاء تتفق تارةً وتختلف تارةً أخرى، كما يرد على أسئلة كثيرة منها التشكيك في أن الإسلام يصلح منهجًا يمكن تطبيقه بعد نجاح الثورات، وما تثيره التيارات الأخرى من تساؤلات ومخاوف من الإسلام السياسي، وفي النهاية يستعرض كيفية التعامل بعد النجاح وعدم تضييع النصر بالفرقة والخلافات.
مؤلف كتاب أسئلة الثورة
سلمان العودة: داعية إسلامي وأستاذ جامعي ومفكر سعودي، ولد عام ١٩٥٦، حصل على درجة الماچستير ثم الدكتوراه في السُّنة، كان دائم المطالبة بالإصلاح والتجديد والدفاع عن الإسلام.
له مؤلفات عديدة في الفكر والدعوة، أهمها: “من وسائل دفع الغربة”، و”معركة الإسلام والعلمانية”، و”من أخلاق الداعية”، و”تحية الشعب المقاوم”.