تحديات إدارة الوقت الضيق
تحديات إدارة الوقت الضيق
إن من أكثر وسائل تضييع وقت الأفراد هو الاجتماعات غير المنتجة، فهي فقط لا تضيع الوقت، بل المال أيضًا؛ إذ إن هذا الوقت كان سيصرف في عمل المهمَّات، إن الاجتماعات وسيلة مهمة بكل تأكيد يستطيع الفريق من خلالها أن يصل إلى الإبداع معًا في حلول المشكلات وصنع الأشياء، ولكن قد تغني بعض الوسائل عن اجتماعات كاملة، كمحادثة غير رسمية أو مذكرة ترسل عبر البريد الإلكتروني، وقد يضيع وقت الاجتماع لأن الهدف لم يحدِّد بشكل جيد، أو أن بعض النقاشات الجانبية تستهلك الوقت، فاحذر من ذلك إذا كنت أنت من يدير الاجتماع وإذا كنت أحد المشاركين فحاول إنفاق بعض الوقت لتوفير وقت من خلال إرسال مذكِّرة قبل الاجتماع بأفكارك واقتراحاتك للمدير.
أيضًا من الأشياء التي تضيِّع الوقت في عصرنا الحالي هو فيض المعلومات والرسائل، انتبه أن يضيع يومك في متابعة الأخبار من كل مكان أملًا في أن تجد فيها ضالتك، اعرف ماذا تريد بالضبط وابحث عنه في المكان المناسب كالمجلَّات المتخصِّصة، وليس في الصحف العامة، أمَّا بالنسبة إلى الرسائل الكثيرة فحاول ألا تبدأ يومك بقراءة بريدك الإلكتروني، وعلِّم الناس كيف يرسلون إليك بريدًا فيه ما تحتاج إليه من معلومات فقط، واحرص على المقابلات وجهًا لوجه فهي أكثر فائدة وصدقًا وبخاصةٍ مع مديرك.
أخيرًا سأسألك: برأيك هل تعدُّد المهام شيء جيد أم سيئ في حق المدير الناجح؟ سابقًا كان يُنظر إلى القدرة على التحوُّل من مهمة إلى أخرى على أنها جوهر العمل الإداري، ولكن هذه القدرة الإيجابية اتضح أن لها حدًّا تنقلب فيه إلى الضد، بل إن الحقيقة أننا بحاجة إلى التركيز على كل مهمة نقوم بها فترة ما، وحين ننتقل من مهمة إلى أخرى نحتاج إلى وقت لكي نستعيد تركيزنا، فإن المدير الفاعل بحاجة إلى تحديد ما ينبغي أن ينجز، وأن يدير البيئة الخارجية تبعًا لذلك، وألا يصرف عن الهدف بسهولة، فتعدُّد المهام لم يعد نموذجًا إداريًّا، بل هو شر ضروري يجب التغلُّب عليه سواء بالتفويض أو إعاقة قطع الأوقات والتركيز قدر المستطاع.
الفكرة من كتاب اضبط وقتك
الوقت هو المعادل الموضوعي للحياة ويسير في اتجاه واحد ولا يتوقَّف أبدًا، إذ إن الساعات الأربع والعشرين التي تمرُّ على أكثر الأشخاص نجاحًا هي ذاتها التي تمرُّ على غيره، ولعلَّني إذا سألتك عن أكثر الأشياء التي تشكِّل لك إحباطًا في عملك وحياتك فقد تكون إجابتك “ليس لديَّ الوقت الكافي لكي أقوم بجميع مسؤوليَّاتي”، أنت لست وحيدًا، ففي مشهد الحياة الحالي السريع والتدفُّق الهائل للمعلومات وكثرة وسائل التشتيت، قد تفقد فعلًا السيطرة على وقتك، وتشعر بالإحباط، وقد تتوقَّف عن الإنجاز، لذا فإليك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب اضبط وقتك
هذا الكتاب مقدَّم ضمن سلسلة القيادي الناجح التي أصدرتها كليَّة هارفارد لإدارة الأعمال، وهو مقالات متفرِّقة لمجموعة من الكتَّاب والمستشارين ورؤساء التحرير والأساتذة الجامعيين الأكفاء، وتقدِّم السلسلة أحدث ما توصَّل إليه قادة الفكر والباحثون والمديرون في مجال الإدارة، وبرامج التدريب.
من الكتب الأخرى في السِّلسلة: فرق العمل المنسجمة، وعروض تقنع وتحفِّز، واتصالات وجهًا لوجه للتأثير والوضوح، واستبقاء أفضل موظفيك، وإدارة ذاتك وإعدادها للعمل الذي تريد.