عالم الكوانتم
عالم الكوانتم
لم تكن بداية القرن العشرين مجرد تغيير في التاريخ والأرقام فحسب، بل شكلَّت نقطة تحوُّل في مسار العلم عندما طرح ماكس بلانك الفيزيائي المشهور فرضيَّته عن فيزياء الكوانتم، والتي يمكن القول إنها سبَّبت انقلابًا في مسلَّمات العقل البشري لا يزال صداه مستمرًّا حتى يومنا هذا، فتلك الفيزياء العجيبة تتمثَّل في مجموعة من النظريات تتناول الجسيمات دون الذرية وتركِّز بصورة خاصة على مفهوم جديد ألا وهو الطبيعة المزدوجة للجسيم، فعلى حسب فروض نظرية الكوانتم يجمع الجسم بين خواص الجسيمات وطبيعة الموجات في آن واحد.
لعلَّ الأمر بات اليوم أشبه بالحديث عن المرآة السحرية كما في الأساطير، فالفيزياء اليوم باتت تتعامل مع عوالم أكثر خفاءً وربما مصادمة للمنطق، ولكنها في الوقت نفسه تفتح آمالًا كبيرة للعديد من التطبيقات المهمة في تكنولوجيا النانو والمواصلات الفائقة والاندماج النووي والطاقة الشمسية، ومع ارتباط تلك الموضوعات بقوانين الكوانتم بصورة أو بأخرى تصبح التكنولوجيا المستقبلية أكثر جنونًا مما عهدناه من الفيزياء الكلاسيكية، والتي عجزت عن استيعاب تمرد الظواهر الكونية المستحدثة بفعل تقدم البحث العلمي.
ومن التطبيقات المنتظرة لتلك الفيزياء العجيبة مدافع الإشعاع المحمولة والتي ستُحدث تحوُّلًا في التكنولوجيا العسكرية المستخدمة في الحروب اليوم، وحقول القوة وهي جدران عازلة من الطاقة لا يمكن اختراقها كما في أفلام الخيال العلمي، وكذلك من الأفكار الثورية المنتظرة وسائل النقل الذرية التي تقوم فكرتها على تفكيك الأشياء إلى ذرات وإرسالها إلى المكان المحدد، ثم تُجري عملية إعادة تركيبها مرة أخرى، أما أكثر تلك الأفكار إثارةً وجنونًا هي امتلاك قدرة ما على التخفِّي كما في أفلام هاري بوتر، ورغم أن كل تلك الأفكار تشبه البحث عن الكأس المقدسة فمن الخطأ في ميدان العلم أن نقول باستحالة شيء من الأشياء ولتكن لنا عظة من الماضي، فأكثر ما اعتبرناه غير ممكن قبل ذلك أضحى اليوم من الماضي.
الفكرة من كتاب رؤى مستقبلية
لقد تقدَّمت العلوم بسرعة مذهلة وأحدثت تحولًا كبيرًا في المجتمعات البشرية المختلفة، ونظرًا إلى ذلك يعقد الكثيرون الآمال على المزيد من التقدم العلمي في السنوات القليلة المقبلة لإحداث تغييرات أعمق في الواقع المعاصر، ويستشرف هذا الكتاب المستقبل في العديد من المجالات كثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي ومشاريع الجينوم البشري والوصول إلى الفضاء وتطبيقات فيزياء الكوانتم، وغير ذلك الكثير.
مؤلف كتاب رؤى مستقبلية
الدكتور ميشيو كاكو (Michio Kaku): هو عالم أمريكي من أصل ياباني مختصٌّ بمجال الفيزياء النظرية ومجال الدراسات المستقبلية، وُلِدَ في سان جوزيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 24 يناير عام 1947، من والدين يابانيين مهاجرين إلى الولايات المتحدة، حصل على درجة الدكتوراه في عام 1972، ويعمل أستاذًا للفيزياء النظرية بجامعة سيتي الأمريكية، كما أنه بروفيسور زائر في كلٍّ من جامعة برينستون وجامعة نيويورك.
له العديد من المؤلفات منها:
الفضاء الفائق.
فيزياء المستقبل.
مستقبل العقل: الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته.