الجينوم البشري
الجينوم البشري
لطالما كان حلم الخلود والبقاء الأبدي إحدى الأفكار المقدَّسة التي راودت البشر منذ الأزل، وبعد الاكتشافات المذهلة في علم الوراثة البشري على يد القس جريجور مندل، تبيَّن للعلماء أن ما من صفة من الصفات الجسدية البشرية إلا ويحكمها زوجان من الجينات أحدهما من الأب والآخر من الأم، حتى قال بعض العلماء إن الإنسان ما هو إلا مجموعة من الجينات الوراثية المتراكمة، ومع تقدُّم الدراسات البيولوجية تمكَّن العلماء من الوصول إلى الشيفرة الجينية الأساسية في جسم الإنسان “الجينوم البشري”، وهي المادة الوراثية DNA التي توجد داخل خلايا الكائنات الحية.
ربما ليس هناك سبق في علم الوراثة كان أشدَّ ثورية من اكتشاف الجينوم البشري، فهو سر الحياة الأعظم حيث يتكوَّن من آلاف الجينات البشرية مرتَّبة وفق نظم بديع، ويعتقد العلماء أنه بفكِّ تلك الألغاز البيولوجية ربما نجد أنفسنا أمام السرِّ الأعظم للوجود البشري، لذا انطلقت بعض المشاريع العلمية العملاقة لاستكشاف الخريطة الجينية وتحليل الجينات الوظيفية للبشر، للاستفادة من تلك المعلومات الوراثية في باقي المجالات وعلى رأسها المجال الطبي، حيث يطمح العلماء إلى العمل على زيادة متوسطات الأعمار ومعالجة الأمراض المستعصية، وغير ذلك الكثير.
وبناءً على ما سبق ظهر لنا ما يسمَّى “الهندسة الوراثية”، وتختص بصورة أساسية بالتعامل المباشر مع الجينات ومحاولة تعديلها للتحكم في ظهور بعض الصفات ومنع البعض الآخر من الظهور، وقد لاقت تلك التقنيات الوراثية نجاحًا في النباتات والحيوانات حيث تمكَّن البشر عبر التعديل الوراثي من إنتاج عدة أنواع من البذور أكثر مقاومة للأمراض وعدد من السلالات الحيوانية أكثر إنتاجًا للحوم والألبان من الأنواع التقليدية، ولكن لا يزال هناك العديد من القيود الأخلاقية والقانونية على نقل تلك التطبيقات والتجارب للجينوم البشري عن طريق إعادة تركيب وعزل ونسخ المواد الجينية المختلفة.
الفكرة من كتاب رؤى مستقبلية
لقد تقدَّمت العلوم بسرعة مذهلة وأحدثت تحولًا كبيرًا في المجتمعات البشرية المختلفة، ونظرًا إلى ذلك يعقد الكثيرون الآمال على المزيد من التقدم العلمي في السنوات القليلة المقبلة لإحداث تغييرات أعمق في الواقع المعاصر، ويستشرف هذا الكتاب المستقبل في العديد من المجالات كثورة المعلومات والذكاء الاصطناعي ومشاريع الجينوم البشري والوصول إلى الفضاء وتطبيقات فيزياء الكوانتم، وغير ذلك الكثير.
مؤلف كتاب رؤى مستقبلية
الدكتور ميشيو كاكو (Michio Kaku): هو عالم أمريكي من أصل ياباني مختصٌّ بمجال الفيزياء النظرية ومجال الدراسات المستقبلية، وُلِدَ في سان جوزيه بولاية كاليفورنيا الأمريكية في 24 يناير عام 1947، من والدين يابانيين مهاجرين إلى الولايات المتحدة، حصل على درجة الدكتوراه في عام 1972، ويعمل أستاذًا للفيزياء النظرية بجامعة سيتي الأمريكية، كما أنه بروفيسور زائر في كلٍّ من جامعة برينستون وجامعة نيويورك.
له العديد من المؤلفات منها:
الفضاء الفائق.
فيزياء المستقبل.
مستقبل العقل: الاجتهاد العلمي لفهم العقل وتطويره وتقويته.