جهود السميط في مدغشقر وكينيا
جهود السميط في مدغشقر وكينيا
تقع جزيرة مدغشقر على أطراف المحيط الهندي، وتعرف بجزيرة “الواق واق”، وتنتشر بها قبائل كثيرة يعتنق أكثرها النصرانية مع قلة مسلمة، وتنتشر بينهم الخرافات والسحر وتحضير الأرواح، وتسيطر على التعليم هناك الثقافة الفرنسية بحكم الاستعمار الفرنسي الذي استمر بالجزيرة حتى عام 1960، وقد هاجر الدكتور عبد الرحمن السميط هو وزوجته إليها بشكل نهائي لمتابعة أنشطة جمعية العون المباشر في أفريقيا، ودعوة قبائل الأنتيمور ذات الأصول العربية وهي نموذج من العرب والمسلمين الضائعين في أفريقيا التي فقدت هويتها وضاع منها دينها وتحولت إلى الوثنية.
لذا قرر أن يقضي أغلب وقته وما تبقى من حياته لصالح قبيلة الأنتيمور رغم الصعوبات والعقبات، استقر السميط بينهم وبنى بيتًا له وسعى في خدمة هذه القبيلة من بناء مساجد وكفالة أيتام ودعوة وتعليم وصحة وحفر آبار ومساعدتهم على العودة إلى دينهم واستعادة هويتهم وتنمية المنطقة دعويًّا وتعليميًّا واقتصاديًّا وصحيًّا، وعندما سئل عن سبب استقراره بالجزيرة أجاب أنه يبحث عن السعادة، فالسعادة في طاعة الله.
أما كينيا التي كانت مستعمرة بريطانية فقد كانت بالنسبة إلى السميط مستقرًّا لفترات طويلة خلال العام، حيث كان يشغل منصب المستشار الصحي لسفارة دولة الكويت بنيروبي ويتردَّد على فرع الجمعية بها، وقد أثمرت جهوده دخول الآف في الإسلام، من خلال الدعوة التي كانت تتم في المساجد، فكان أسبوعيًّا يدخل إلى الإسلام شخص جديد، كما كفل الدكتور السميط مئات الأيتام وحفر العديد من الآبار، وقد اهتم بالتعليم في كينيا وتقديم الرعاية الطبية، وغيرها من الجهود لخدمة الدعوة الإسلامية والإنسانية.
الفكرة من كتاب في صحبة السميط: رحلة في أعماق القارة المنسية
للتاريخ شخصيات وأسماء تخلد عبر صفحاته، وتكتب بأحرف من ذهب تتناولها الأجيال جيل بعد جيل وهنا يسطر التاريخ سيرة رجل اشتهر بعمله الإنساني المتفرد جاعلًا من تعاليم الدين الحنيف وسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) نبراسه ودليله في الحياة، ليترك ذكراه العطرة حيًّا وميتًا في تاريخ الإسلام إنه الطبيب المسلم عبد الرحمن السميط الذي ترك حياة الرفاهية والدعة بموطنه الكويت ليجود بوقته وماله في سبيل الله، وفتح عبد الرحمن السميط قلبه للمسلمين بأفريقيا، ليجدد لهم دينهم وكأن الله بعثه مجددًا لهؤلاء في هذا القرن..
في سطور هذا الكتاب يستعرض الكاتب بإيجاز ملامح من سيرة الدكتور عبد الرحمن السميط ليثبت للجميع أن جهد الواحد بإخلاصه وهمَّته يضاهي جهد المئات، وأن جهد المخلص يصنع المعجزات.
مؤلف كتاب في صحبة السميط: رحلة في أعماق القارة المنسية
فهد بن عبد العزيز السنيدي: كاتب وإعلامي سعودي، ولد عام 1970م بمحافظة شقراء، التحق بـإذاعة القرآن الكريم بالرياض، وأصبح واحدًا من أهم المذيعين بها، حصل على المركز الأول من بين مذيعي الوطن العربي في مجال خدمة العمل الإسلامي.
له العديد من البرامج الإذاعية مثل: “ساعة حوار”، و”ذكرياتهم في الحج” و”صفحات من حياتي” و”القارة المنسية”، من إنتاجاته الأدبية: “نفحات رمضانية” و”الإذاعات الدينية” و”صناعة المذيع الناجح”.