لماذا أفريقيا؟
لماذا أفريقيا؟
تعلَّق عبد الرحمن السميط بأفريقيا وأهلها حتى أصبح اسمه مرتبطًا بها، ويعود سبب ذلك إلى علمه أن ملايين المسلمين هناك لا يعرفون عن الإسلام إلا خرافات وأساطير، وأن أغلبيتهم عرضة للتنصير في حين كان آباؤهم وأمهاتهم من المسلمين، فأكثر العقبات التي كانت تواجه مسيرة عبد الرحمن السميط ليس الفقر والأدغال الموحشة وإنما هجمة التنصير.
ذهب الدكتور في رحلة إلى ملاوي لبناء مسجد فقط، ولكن الوضع هناك مؤلم إلى أقصى حد، فملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والتخلف والمرض، ويشاهد وقوع المسلمين تحت وطأة المنصِّرين الذين يقدمون إليهم الفتات والتعليم لأبنائهم في مدارسهم التنصيرية، وأئمة المساجد لا يعرفون الفاتحة وقرى بأكملها من المسلمين لا يعرف أحدهم صلاة الفجر.
اهتم الدكتور السميط بتعليم أبناء أفريقيا ودفع أكبر عدد منهم إلى التعليم العام، أسلم على يديه أكثر من أحد عشر مليون شخص في أفريقيا، بعد أن قضى أكثر من تسعة وعشرين سنة لنشر الإسلام في القارة السمراء، فالناس هناك ما زالوا على فطرتهم فما لبثوا أن يسمعوا عن الإسلام قولًا أو متجسدًا في عمل وأخلاق معتنقيه حتى يدخلوا فيه أفواجًا.
كان للدكتور السميط بالغ الأثر في تسليط الأضواء على ما تعانيه أفريقيا من فقر، ودعوة الشعوب المسلمة لمساعدتها، منطلقًا من قناعة أن مواجهة المجاعات والكوارث في أفريقيا ليست مهمة الدول والصناديق الدولية فقط، بل هي أيضًا مهمة الأفراد ولو بالقليل من المال، فقد نجح الشيخ في نقل عمله من عمل فردي إلى عمل مؤسسي قائم تمثَّل في جمعية “مسلمي أفريقيا” التابعة للجنة النجاة الخيرية، ثم استقل بجمعية متخصصة لها صفتها الرسمية الخيرية ألا وهي “جمعية العون المباشر” التي سبق الحديث عنها.
الفكرة من كتاب في صحبة السميط: رحلة في أعماق القارة المنسية
للتاريخ شخصيات وأسماء تخلد عبر صفحاته، وتكتب بأحرف من ذهب تتناولها الأجيال جيل بعد جيل وهنا يسطر التاريخ سيرة رجل اشتهر بعمله الإنساني المتفرد جاعلًا من تعاليم الدين الحنيف وسنة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) نبراسه ودليله في الحياة، ليترك ذكراه العطرة حيًّا وميتًا في تاريخ الإسلام إنه الطبيب المسلم عبد الرحمن السميط الذي ترك حياة الرفاهية والدعة بموطنه الكويت ليجود بوقته وماله في سبيل الله، وفتح عبد الرحمن السميط قلبه للمسلمين بأفريقيا، ليجدد لهم دينهم وكأن الله بعثه مجددًا لهؤلاء في هذا القرن..
في سطور هذا الكتاب يستعرض الكاتب بإيجاز ملامح من سيرة الدكتور عبد الرحمن السميط ليثبت للجميع أن جهد الواحد بإخلاصه وهمَّته يضاهي جهد المئات، وأن جهد المخلص يصنع المعجزات.
مؤلف كتاب في صحبة السميط: رحلة في أعماق القارة المنسية
فهد بن عبد العزيز السنيدي: كاتب وإعلامي سعودي، ولد عام 1970م بمحافظة شقراء، التحق بـإذاعة القرآن الكريم بالرياض، وأصبح واحدًا من أهم المذيعين بها، حصل على المركز الأول من بين مذيعي الوطن العربي في مجال خدمة العمل الإسلامي.
له العديد من البرامج الإذاعية مثل: “ساعة حوار”، و”ذكرياتهم في الحج” و”صفحات من حياتي” و”القارة المنسية”، من إنتاجاته الأدبية: “نفحات رمضانية” و”الإذاعات الدينية” و”صناعة المذيع الناجح”.