الملعب السياسي
الملعب السياسي
الملعب السياسي ملعب مُعقَّد مُتعدِّد المستويات، فمستواه الأول يُدار داخل حدود الدولة التي هي بالأساس تجمُّع بشري لمجموعة من الناس تعيش على إقليم جغرافي مُعيَّن وتحكمها سلطة سياسية، ولها سيادة تُمكِّنها من أن تكون وحدة مستقلَّة بذاتها من الناحية القانونية، لها القدرة على إنفاذ قراراتها في الداخل والخارج، وقلنا من الناحية القانونية لأن الدول من الناحية الفعلية ناقصة السيادة، فهي تخضع بدرجة من التأثُّر بالظروف المحيطة في الداخل والخارج والقوى العالمية.
وهناك من يزيد على تعريف الدولة، وجود اعتراف دولي واسع بها من قبل مجموعة الدول المُعترَف بها، وهذا الاعتراف ليس شرطًا لنشأة الدول؛ فالدول تقوم متى توافرت فيها العناصر الثلاثة: الشعب والإقليم والسلطة، ويكون مجرد الاعتراف بها كاشفًا لوجودها، ودافعًا لدخولها مع الدول الأخرى في علاقات خارجية، وهذه الدولة قامت في الأصل لتأدية مجموعة من الوظائف الأساسية التي تتعلَّق ببقاء كيان الدولة كالوظيفة العسكرية والأمنية والقضائية والخارجية والمالية، ومجموعة من الوظائف الخادمة لوجود الدولة كتوفير الصحة والتعليم وتوفير خدمات الكهرباء والماء والصرف الصحي وغيرها، كما يمكن أن تقوم الدولة بوظائف تضمن رفاهية شعبها من رفع مستويات المعيشة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وهذه الوظائف لا توليها الدولة الأهمية نفسها، ولكن يقوم الفاعل السياسي بوضع سُلَّم أولويات حسب الظروف التي تمر بها الدولة، ففي حالات الحرب يلجأ رجل الدولة إلى حشد كل الموارد لصالح بناء القوة العسكرية، وأصحاب الحزب السياسي قد يلجؤون للعمل السري لضمان وجودهم أولًا، وسلامة أفرادهم، بعد ذلك يفكِّرون في أهداف الاستقرار والتنمية.
الفكرة من كتاب قواعد في الممارسة السياسية
إن هذا الكتاب -وبعكس الكثير من الكتب السياسية التي إما أن تمدح هذا الفن وتلك الممارسة، وتمدح المُشتغلين في المجال السياسي، وإما أن تذمُّه، وتذمُّ المُشتغلين فيه وتصفهم بأشنع الأوصاف- يقدِّم رؤية متوازنة حول قواعد ممارسة العمل السياسي، فهو ليس كتابًا عمليًّا يغوص بك في عالم المفاهيم والنظريات المُعقَّدة، وإنما كتاب يُرشدك إلى أسس فهم عالم السياسة في حركته من منطلق علمي مُبسَّط.
مؤلف كتاب قواعد في الممارسة السياسية
جاسم سلطان: طبيب ومؤسِّس مشروع النهضة: سلسلة أدوات القادة، من مواليد قطر 1965، ترك الطب ليتفرغ للإجابة عن سؤال كيف ننهض؟ فأخذ رحلة علمية بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والإسلامية لاقتناعه بمحوريتها في أي مشروع للنهضة، فألَّف مجموعة من كتب المبادئ الأولية، وأعطى عددًا كبيرًا من الدورات لفهم السياسة والاقتصاد والجغرافيا والفلسفة.
من أبرز مؤلفاته: فلسفة التاريخ: الفكر الاستراتيجي في فهم التاريخ، وقوانين النهضة: القواعد الاستراتيجية في الصراع والتدافع الحضاري، والذاكرة التاريخية: نحو وعي استراتيجي بالتاريخ، وأنا والقرآن: محاولة للفهم، وخطواتك الأولى نحو فهم الاقتصاد، وجيوبولتيك: الجغرافيا والحلم العربي القادم: عندما تتحدَّث الجغرافيا.