تطبيقات تكنولوجيا المعلومات
تطبيقات تكنولوجيا المعلومات
بالرجوع قليلًا إلى الوراء، نجد أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المعاصرة إنما خرجت بالأساس من رحم المؤسسة العسكرية وانطلقت لتحطَّ رحالها في المجالات والقطاعات المدنية المختلفة، حيث كانت الحسابات المعقَّدة لصنع القنبلة الذرية أحد أهم الدوافع لظهور الحاسب الآلي، كما كانت الحاجة إلى الربط بين القواعد العسكرية المختلفة الأساس الذي قامت عليه شبكة الإنترنت، الأمر الذي أدى إلى ظهور عدة أجيال متعاقبة وسريعة من التطور التكنولوجي في العديد من الميادين والمجالات البشرية، لتتطوَّر بعد ذلك وتصل إلى ما هي عليه اليوم.
فتكنولوجيا المعلومات باتت تمثِّل التقاء عدة روافد من البرمجيات ونظم التحكم والاتصالات مكونةً غابة كثيفة من العلاقات البينية المتداخلة بينها وبين باقي مجالات الحياة من سفن الفضاء حتى أدوات المطبخ، وقد أثبتت تلك التقنيات نجاحًا كبيرًا في تقليل تكلفة الإنتاج والخدمات، ففي قطاعات المال والاقتصاد نجد التكنولوجيا حاضرة في أتمتة أعمال البنوك وتحويل الأموال ونظم المعلومات الخاصة بالأسواق المالية، بالإضافة إلى تحليل المخاطر وأداء النظم المالية عبر النماذج الاقتصادية والاستثمارية المختلفة، فانتشرت الأسواق والمؤسسات الافتراضية وازدهرت التطبيقات المختلفة للتجارة الإلكترونية.
وفي قطاع الطب والدواء، نجد النظم الآلية في تشخيص الأمراض وصناعة اللقاحات والأدوية والمتابعة السريرية للمرضى، أما في قطاع التعدين والطاقة فتساعد التكنولوجيا على اكتشاف مواقع الثروات الطبيعية وتحليل المواد وتخليقها واستحداث مصادر جديدة للطاقة وترشيد عملية الاستهلاك، وفي القطاع العسكري نجد الحروب السيبرانية ونظم الدفاع القومي المتقدمة، بالإضافة إلى الصواريخ الذكية وأجهزة الرصد والمتابعة والمحاكاة الميدانية للقتال، بينما في مجالات التعليم نجد البرمجيات التعليمية ومنصات التعلم الرقمية والتدريب من خلال نظم المحاكاة وتقنيات الواقع الافتراضي، وصار من السهل اليوم الحصول من المنزل على مناهج تعليمية من أرقى الجامعات العالمية.
الفكرة من كتاب العرب وعصر المعلومات
لا يخفى على أحد اليوم مدى تردِّي الأحوال التي آلت إليها الدول العربية على جميع المستويات، وفي ظل مستقبل يرتكز بصورة أساسية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يصبح هذا الكتاب بمثابة ناقوس للخطر، استشرافًا للمستقبل العربي في ظل عصر التحولات والطوفان التكنولوجي القادم.
مؤلف كتاب العرب وعصر المعلومات
الدكتور نبيل علي: رائد معالجة اللغة العربية حاسوبيًّا وتعريب نظم المعلومات على المستويين العربي والعالمي، وحاصل على دكتوراه في هندسة الطيران، كما أن له أكثر من 15 دراسة في مجال التنمية المعلوماتية بالوطن العربي لمنظمات أليكسو، والإسكوا، واليونسكو، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، كما أن له عدة كتب في مجال المعلوماتية منها: “اللغة العربية والحاسوب”، و”الثقافة العربية وعصر المعلومات”، و”تحديات عصر المعلومات”.