عصر جديد
شكَّل الحاسوب نقطة فاصلة في مسيرة الجنس البشري بأكمله، حيث كانت سببًا في دخول البشر عوالم أخرى لم يتخيَّلها الإنسان قط، نظرًا إلى تطبيقاته الموسَّعة في وسائل الإعلام وشبكات الاتصال والتجارة والأعمال والتعليم والترفيه، وكانت مقدِّمة لعصر الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الروبوت والواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء، فما إن دخل العالم طريق المعلومات السريع حتى قطع محطات متعاقبة من الثورات العلمية التي أحدثت نقلة نوعية في التاريخ الإنساني، ولا يبدو أن القطار ينوي التوقُّف قريبًا.
فالثورة لا شك أنها بدأت مع اختراع أول حاسوب، ومن المتوقع أنها لن تنتهي قريبًا، بل ستستمر لعقود قادمة، فبسبب ابتكار الشركات الكبرى للتكنولوجيا ودخولها مرحلة الإنتاج الكبير انخفضت أسعار الأجهزة بشكل كبير، مما ساعد على وصولها إلى الملايين حول العالم وأصبحت ركنًا أساسيًّا في شتى مناحي الحياة، وتخطَّت بذلك نتائج انتشار تلك الأجهزة حدود المعقول، فاليوم وعن طريق شاشة الحاسوب يمكنك أن تدير أعمالك وتتلقَّى دروس الجامعة وتسافر لاستكشاف ثقافات جديدة وتمارس هواية اللعب والترفيه.
كما تعمل الوسائط المعلوماتية على زيادة معدلات ذكاء مستخدميها، فكل المعلومات اليوم يمكن أن يتم تحويلها إلى صورة رقمية، كما أن انتشار الإنترنت ساعدها على أن تكون بحقِّ السوق المجمعة الكبرى والتي تحوي داخلها أسواقًا أخرى متعددة، فعن طريقها يمكنك اليوم البيع والشراء والمتاجرة، وإثر ذلك نجد أنه بمرور الوقت تحتل تلك الآلات أماكن أخرى في حياتنا اليومية، لدرجة أن البعض عدها جزءًا من الإنسانية نظرًا إلى ما تتصف به من السهولة والتكلفة المنخفضة وتوفير الجهد والوقت، فما كان بالأمس القريب مجرد آلة مبتدعة سخيفة متطفِّلة أضحى اليوم واقعًا لا يمكن للبشر الاستغناء عنه، فتلك الثورة لم تأتِ عبثًا، بل هي ثورة حقيقية تواكب متطلَّبات العصر الحديث بأقل وقت وجهد.
الفكرة من كتاب المعلوماتية بعد الإنترنت.. طريق المستقبل
لعلَّنا اليوم نعيش في عصر ما يمكن أن يُطلق عليه “عصر العبور الرقمي”، فإحدى قدمينا اليوم ما زالت في العصر التقليدي القديم والأخرى سبقتنا إلى العصر الرقمي القادم، وتأتي أهمية الكتاب الذي بين أيدينا في أنه يُطلِعك على المستقبل وفرصه وتحدياته، وأثر تلك التطورات في التجارة والأعمال والتعليم والحياة الاجتماعية بوجه عام.
مؤلف كتاب المعلوماتية بعد الإنترنت.. طريق المستقبل
بيل غيتس Bill Gates: رجل أعمال ومبرمج أمريكي، وُلِد في سياتل، بواشنطن في 28 أكتوبر 1955، في خريف عام 1973م التحق بيل بجامعة هارفارد، وأسَّس عام 1975 شركة مايكروسوفت مع بول آلان لصناعة البرمجيات، ويملك أكبر نصيب فردي من أسهمها المقدَّر بتسعة بالمئة من الأسهم المطروحة، له كتاب “المعلوماتية بعد الإنترنت طريق المستقبل”.
ناثان مايرفولد (Nathan Paul Myhrvold): أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة مايكروسوفت، ولد في 3 أغسطس 1959 في واشنطن، وحصل على الدكتوراه في الفيزياء الرياضية من جامعة برينستون، وهو عضو المجلس الاستشاري لشؤون البنية الأساسية القومية للمعلومات بالولايات المتحدة الأمريكية.
بيتر رينرسون (Peter Robinson): صحفي حائز على جائزة بوليترز، ورئيس شركة “راستررانش”، وهي استديو للإنتاج الرقمي، ألَّف الكتب الرئيسة حول استخدام معالج كلمات مايكروسوفت، كما أسس أيضًا شركة “ألكاي سوفت وير”.