من المشاركة الفعالة إلى الإبداع
من المشاركة الفعالة إلى الإبداع
غياب المشاركة الفعالة لكل أعضاء الفريق في أعماله واجتماعاته يُفقد الفريق فرصة الاستفادة بالكثير من الأفكار والمهارات ونقاط القوة، لذا على القائد أن ينتبه إذا ضعفت مشاركة أعضاء فريقه وتدنَّت في مختلف الأنشطة والمناقشات، وأن يُسارع إلى تنميتها.
وعلى القائد أن يؤكد أهمية المشاركة الفعالة، وأن يضع قواعد للمشاركة حين يُكوِّن فريقه، مثل ضرورة حضور كل الاجتماعات وحُسن التحضير لها، وأن يسأل الأعضاء موقفهم تجاه ما يرسيه من قواعد ليضمن اتباعهم لها، كما عليه أن يستفسر منهم عن أسباب تدني المشاركة في أثناء العمل، لأن ذلك قد يمنحه معلوماتٍ وحلولًا قيِّمة لم تخطر بباله، كما عليه أن يُمكِّن الأعضاء من الوصول إلى الهدف المطلوب توضيحه والتأكد من فهمهم إياه، فمثلًا حين يعطيهم وثائق أو أوراقًا يبيِّن لهم إن كان عليهم الاطلاع عليها فقط أم أن عليهم اتخاذ قرار بشأنها أو تقديم اقتراحات وتعديلات، كما يجب أن يتأكد من التوافق بين العضو ومهمته، فلا يُكلف أحدًا بعملٍ لا يملك المهارات اللازمة لإنجازه.
فالمشاركة الفعالة تعد طريقًا إلى الإبداع، وبخاصةٍ إذا كان هنالك تنوُّع في مهارات أعضاء الفريق وأنماط تفكيرهم وتخصُّصاتهم المعرفية، فذلك التنوُّع هو ما يميز العمل الفردي عن الجماعي، ووجهات النظر المختلفة أو المتضادة هي التي تقدح شرارة الإبداع، وتمنح الفريق فرصًا واسعة غير متوقَّعة، وتحول بينه وبين ذهنية نمطية الجماعة (التي سنتحدث عنها في فقرة أخرى).
لكن التعامل مع تلك الاختلافات يحتاج إلى موازنة ومواءمة كي لا يحيد الفريق عن مساره، فيُخطِّط للمشروعات بدقة لكن مع مراعاة المرونة وقابلية التغيير، وتوضع حدود عامة صارمة للعمل لكن يُسمح للأعضاء بالتحرك داخلها بحرية، ويوازن الفريق بين الجدية والأريحية مع تقدير الأوقات والأماكن المناسبة، وينطلق الفريق من التفكير المتباعد الذي يشبه عصفًا ذهنيًّا يأتي بأفكار من خارج الصندوق متنوِّعة وغير تقليدية، إلى التفكير المتقارب الذي يُقيمون فيه تلك الأفكار، ويُنتجون فيه مقترحات ملموسة للعمل.
الفكرة من كتاب إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية
يطمحُ كل مدير وقائد إلى أن يسير فريقه على الطريق الصحيح دائمًا، يتقدم أعضاؤه نحو الهدف المنشود بخطى ثابتة، ولا يكون ذلك إلا بتقييم مستمر لأداء الفريق، وبفهمٍ جيدٍ للعقبات المختلفة التي يواجهها الفريق في طريقه وتنحرف به عن مساره، وبمواجهتها بأساليب فعَّالة، ويعرض هذا الكتاب أكثر العقبات شيوعًا وتبعاتِها وطرق التعامل معها.
مؤلف كتاب إدارة الفرق.. حلول الخبراء لتحديات الحياة اليومية
كلية هارفارد لإدارة الأعمال، هي كلية تابعة لجامعة هارفارد في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية، وتمنح طلابها الماجستير والدكتوراه، وقد أصدرت هذا الكتاب ضمن سلسلة “مرشد الجيب” الموجهة إلى المديرين لتعينهم على مواجهة التحديات التي يواجهونها في عملهم بحلول فعالة وسريعة.
كتب أخرى ضمن السلسلة: “قيادة الفرق الافتراضية “، “عن القيادة”، “عن إدارة الناس”، “عن إدارة الذات”، ” كسب المفاوضات التي تصون العلاقات”، “عن التواصل..الفن الضروري للإقناع”.