تكنولوجيا النانو.. المستقبل والمخاطر
تكنولوجيا النانو.. المستقبل والمخاطر
رغم أن تكنولوجيا النانو ما زالت في مراحلها المبكرة فإنها تشهد قفزات نوعية متسارعة، الأمر الذي جعل البعض يتوقَّع أن تعاد هيكلة الاقتصاد العالمي من جديد، وأن تتخطَّى سوق التطبيقات النانوية حاجز ثلاثة تريليونات دولار في السنوات القليلة المقبلة، مما استقطب العديد من رؤوس الأموال من الشركات الصناعية الكبرى في العالم اللاهثة وراء الربح، والتي رأت فيها فرصة من أجل معالجة أوضاعها المالية التي ترنَّحت بفعل الكساد والركود في الأسواق المالية، فالتكلفة المالية الحالية التي تنفقها تلك الشركات على البحث والتطوير في التكنولوجيا الجديدة تعدُّ أقل بكثير من تكلفة التخلُّف عنها أو تفويت فرصة الاستثمار فيها.
وتتعدَّد المجالات النانوية المتوقَّع زيادة حجمها على المدى القصير، كالإلكترونيات النانوية وتطبيقات الطب النانوي، وتكنولوجيا التصنيع الجزيئي وتصنيع مواد الطلاء والتقنيات المستخدمة في مجالات الطاقة الجديدة، وكذلك من المتوقع أن تحدث ثورة في الوسائل النانوية المستخدمة في التكنولوجيا الحيوية، والبصريات والمحفزات الكيميائية وتكنولوجيا تصنيع الغذاء، لذا ليس بمستغرب أن تؤسِّس الدول برامج أكاديمية ووحداتٍ بحثية لاستقطاب العلماء والباحثين في المجال، من أجل أن تحجز لها مكانًا وسط العالم النانوي القادم.
ولكن على الجهة الأخرى ثمة أصوات معارضة لتلك التكنولوجيا الجديدة، بسبب العديد من المخاوف التي ترافق مثل تلك المواد والمنتجات، والتي يتلخَّص أبرزها في احتمالية فقد السيطرة على الذرات عند إعادة تجميعها مرة أخرى، وعندها تصبح طليقة في الهواء وتتسبَّب في مخاطر صحية على البشر نتيجة استنشاقها وتركُّزها في المخ والرئتين، ومع إدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الأجهزة النانوية الطبية داخل أجساد البشر يصبح الأمر أكثر قلقًا مخافة أن تخرج تلك الأجهزة عن نطاق التحكم، كما حذَّر بعض العلماء من احتمالية اكتساب تلك المواد القدرة على التكاثر كالكائنات الحية الدقيقة تمامًا.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا النانو.. من أجل غدٍ أفضل
عام 1959 وأمام الجمعية الفيزيائية الأمريكية تساءل الفيزيائي الأمريكي الشهير “ريتشارد فاينمان” (ماذا سيمكن للعلماء فعله إذا استطاعوا التحكُّم في تحريك الذرَّة الواحدة، وإعادة ترتيبها كما يريدون؟).
لقد كان التطوُّر التقني الهائل هو السمة الفريدة في القرن العشرين الذي ودَّعناه قبل عقدين من الزمان، ومع بدايات القرن الحالي برز إلى الأضواء مصطلح تكنولوجيا النانو، والتي نظر إليها البعض على أنها المصباح السحري لحل جميع مشكلات البشر، لذا تأتي أهمية هذا الكتاب لسرد القصة من البداية، حيث يُطلعك على تاريخ الثورة النانوية وأهم مزاياها، وكذا الأخطار المحتملة المترتِّبة عليها، ويتطرَّق إلى تطبيقاتها الواسعة في بعض مجالات الحياة كالطب والغذاء والبيئة.
مؤلف كتاب تكنولوجيا النانو.. من أجل غدٍ أفضل
محمد شريف الإسكندراني: ولد بالقاهرة عام 1956، تخرج في كلية الهندسة – جامعة الأزهر عام 1981، حصل على الماجستير عام 1988 والدكتوراه عام 1992 في المواد المتقدِّمة وتكنولوجياتها من جامعة طوكيو باليابان، ومنذ عام 2007 وهو يعمل باحثًا ومستشارًا علميًّا بمكتب المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمي، كما عمل أستاذًا مساعدًا ثم أستاذًا لتكنولوجيا النانو والمواد المتقدمة لمعهد بحوث المواد بجامعة طوكيو حتى عام 2002، وحصل على جائزة الدولة المصرية في العلوم الهندسية عامي 1994، و2003 والميدالية الذهبية من جمعية الفلزات اليابانية عام 1997، كما حصل على أربع براءات اختراع في مواضيع متعلقة بإنتاج مواد النانو وتطبيقاتها التكنولوجية.
له العديد من الأبحاث في المجلات العلمية المتخصِّصة في علوم المواد وتكنولوجيا النانو بالولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وهولندا، كما أنه مؤلف كتاب “تكنولوجيا النانو من أجل غد أفضل”.