تكنولوجيا النانو والغذاء
تكنولوجيا النانو والغذاء
مما لا شك فيه أن قضية الأمن الغذائي تمثِّل أولوية لجميع دول العالم اليوم المتقدمة والنامية على السواء، لا سيما مع انتشار الأوبئة والجائحات والتي قد تتسبَّب في شلل الاقتصاد العالمي كما حدث في جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، مما اضطرَّ الدول إلى الاعتماد على الناتج المحلي لتغطية احتياجاتها، كما تأخذ القضية أبعادًا أكثر أهمية لارتباطها بالجانب الصحي للعامة، إذ إن من المعلوم أن الحالة الصحية للفرد ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع ما يتناوله من غذاء، لذا جاءت هذه القضية المهمة لتدرَج على أولويات تطبيقات تكنولوجيا النانو.
وتؤدي تلك الأساليب التكنولوجية المتقدمة إلى تطوير نظم الزراعة الحديثة والعمل على زيادة خصوبة التربة ومعالجتها والمساعدة كذلك على زيادة الإنتاج عن طريق سلالات جديدة من البذور أكثر مقاومة للأمراض وصمودًا أمام تغيُّرات المناخ وزيادة كفاءة تصنيع المنتجات الغذائية، ومع توسيع رقعة استخدام مثل تلك التقنيات ظهر لنا ما يسمَّى بمصطلح الغذاء النانوي، والذي يمكن تعريفه بأنه أي غذاء تمَّت معالجته بواسطة تكنولوجيا النانو في أي مرحلة من مراحل زراعته أو إنتاجه.
وقد أدَّى هذا التقدم التقني إلى إمكانية التحكم في الغذاء وإعادة صياغته من جديد، فبواسطة التعرُّف على البنية الذرية للمواد الغذائية واستكشاف الروابط بين الذرات والجزيئات، يمكن للتقنيات المتقدمة إعادة تعيين ترتيب الذرات الداخلة في تكوين جزيئات المواد الغذائية، مما يكسبها خواص جديدة أو يلغي بعض الخواص غير المرغوب فيها، فعلى سبيل المثال: قد يتم تصغير جزيئات السكر إلى أدنى حد وتغيير بعض خواصها لإنتاج أنواع خاصة من الحلوى تناسب مرضى السكر أو أولئك الذين يتبعون نُظمًا خاصة في حميتهم الغذائية، ونفس الأمر قد تستخدمه الشركات لإنتاج أنواع مخصَّصة من المايونيز تحوي قدرًا أقل من المواد الدهنية.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا النانو.. من أجل غدٍ أفضل
عام 1959 وأمام الجمعية الفيزيائية الأمريكية تساءل الفيزيائي الأمريكي الشهير “ريتشارد فاينمان” (ماذا سيمكن للعلماء فعله إذا استطاعوا التحكُّم في تحريك الذرَّة الواحدة، وإعادة ترتيبها كما يريدون؟).
لقد كان التطوُّر التقني الهائل هو السمة الفريدة في القرن العشرين الذي ودَّعناه قبل عقدين من الزمان، ومع بدايات القرن الحالي برز إلى الأضواء مصطلح تكنولوجيا النانو، والتي نظر إليها البعض على أنها المصباح السحري لحل جميع مشكلات البشر، لذا تأتي أهمية هذا الكتاب لسرد القصة من البداية، حيث يُطلعك على تاريخ الثورة النانوية وأهم مزاياها، وكذا الأخطار المحتملة المترتِّبة عليها، ويتطرَّق إلى تطبيقاتها الواسعة في بعض مجالات الحياة كالطب والغذاء والبيئة.
مؤلف كتاب تكنولوجيا النانو.. من أجل غدٍ أفضل
محمد شريف الإسكندراني: ولد بالقاهرة عام 1956، تخرج في كلية الهندسة – جامعة الأزهر عام 1981، حصل على الماجستير عام 1988 والدكتوراه عام 1992 في المواد المتقدِّمة وتكنولوجياتها من جامعة طوكيو باليابان، ومنذ عام 2007 وهو يعمل باحثًا ومستشارًا علميًّا بمكتب المدير العام لمعهد الكويت للأبحاث العلمي، كما عمل أستاذًا مساعدًا ثم أستاذًا لتكنولوجيا النانو والمواد المتقدمة لمعهد بحوث المواد بجامعة طوكيو حتى عام 2002، وحصل على جائزة الدولة المصرية في العلوم الهندسية عامي 1994، و2003 والميدالية الذهبية من جمعية الفلزات اليابانية عام 1997، كما حصل على أربع براءات اختراع في مواضيع متعلقة بإنتاج مواد النانو وتطبيقاتها التكنولوجية.
له العديد من الأبحاث في المجلات العلمية المتخصِّصة في علوم المواد وتكنولوجيا النانو بالولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وهولندا، كما أنه مؤلف كتاب “تكنولوجيا النانو من أجل غد أفضل”.