المحتويات
إلى أي مدى نحتاج إلى الاسترخاء؟
هناك بعض الأسئلة إذا أردت أن تجيب عنها إجابة وافية ستجد نفسك تتكلَّم عن أمر آخر مضاد، كما في الحديث عن الداء والدواء، فلكي تتكلم عن أهمية الدواء يجب أن تتكلم أولًا عن الداء وحجم الضرر الذي يلحقه بأحوال البلاد والعباد.
وإذا أردنا توضيح أهمية الاسترخاء في حياتنا، فيجب أولًا أن نوضح ما يفعله التوتر العصبي في حياتنا ومدى انتشاره وتأثيره، فليس هناك الآن من يجزم أن حياته خاليةٌ من التوتر، سواء تظهر عليه أعراض التوتر الشائعة كالتعب الزائد والإجهاد المفاجئ والأرق والعرق الغزير خصوصًا في راحة اليدين والساقين، أو حتى الخوفُ من ملاقاة الغرباء، ورهبةُ التحدث أمام الناس والهروبُ منه، والألم في الرقبة وباقي الجسم، أو كأن يظهر التوتر في شكل عصبية عند التعرض للضغط العصبي.
وينتشر بين أوساط الرجال والنساء هذه الأيام تدخين السجائر، وبخصوص هذا الأمر فهناك حقيقة تقول إن من يدخنون علبة سجائر في اليوم أو أكثر فإنهم حتمًا مصابون بالتوتر، ويعتقد البعض أن التوتر هو طاعون العصر الحديث، وذلك لأنه مسؤول عن ارتفاع معدل الوفيات في العالم في السنوات الأخيرة، إذا ما اقترن بالاستعداد الوراثي لبعض الأمراض كارتفاع ضغط الدم وقصور الشريان التاجي للقلب، ويلجأ الناس هروبًا من التوتر إلى أي شيء، فمنهم من يلجأ إلى العطلات والراحات والتمرينات والهوايات، ولكن قد تجلب هذه الأشياء السعادة والسرور، ولكنها لا تقلِّل التوتر ولا ما يترتب عليه، والبعض الآخر يلجأ إلى الخمور والكحوليات بهدف الحد من التوتر ولكنهم مع الوقت يتحولون إلى مدمنين ويزداد التوتر أيضًا.
الفكرة من كتاب فن الاسترخاء
نعاني ضغوطًا يومية وحياتية كثيرة جدًّا، منا من يستطيع التأقلم والتكيف وتحملَ هذه الضغوط بشكل كبير، ومنا من لا يستطيع فيتوتر ويكون عصبيًّا طوال اليوم في جميع تعاملاته على اختلاف صور التعصب ودرجاته، لكن هذا التوتر وهذه العصبية تفقدنا كثيرًا من طاقتنا، وبالتالي تؤثر في إنتاجنا وتقدمنا، فما السبيل إلى التحرر من تلك القيود؟
يحاول الكاتب تقديم الحل العملي من خلال شرح التوتر، وكيف يتكون وكيف نتغلب عليه بالاسترخاء.
مؤلف كتاب فن الاسترخاء
عبد اللطيف موسى عثمان: أستاذ ورئيس قسم الأمراض العصبية بكلية الطب جامعة الأزهر ومدير عام مستشفى الحسين الجامعي، له مؤلفات عديدة في الطب باللغتين العربية والإنجليزية.
من أبرز مؤلفاته:
التدخين يقتلك ببطء.
سلامة مخك وأعصابك.
أمراض الجهاز العصبي.
الصرع والتشنُّجات بين الحقيقة والخرافة.
الموضوع التالي
