ابن سينا.. الشيخ الرئيس
ابن سينا.. الشيخ الرئيس
ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، ولد سنة 980 ميلاديًّا، وبدأ يؤلف في المنطق والطبيعة وما وراء الطبيعة، وهو في عمر العشرين، وله مؤلفات عديدة ككتاب “الشفاء” و”النجاة” و”الإشارات”، وتتميز مؤلفاته بالبساطة والإسهاب في شرح نظرية المعرفة، بداية حياته العملية وحفظه للقرآن ودراسته لقواعد اللغة، ثم بدأ دراسته في الفلسفة والمنطق والطب والرياضيات والطبيعة والموسيقى، ورغم نبوغ ابن سينا في المنطق فإن ما وراء الطبيعة لأرسطو ظل مستغلقًا عليه حتى كاد ييأس من الفلسفة لولا كتاب الفارابي الذي استوعبه ووقف به على معضلات الفلسفة وأعاد إليه حبه لها.
أما عن مؤلفاته، فقد اتبع ابن سينا ملهمه وأستاذه الفارابي في مذهب الماوراء الطبيعي وهي صدور الكون عن إله واحد عظيم قادر على كل شيء بطريقة العلية والمعلولية، والوجود عند ابن سينا يختلف عن الوجود عند الفارابي، وقسمه إلى ثلاثة أقسام: “واجب الوجود لذاته وهو الباري، وممكن الوجود بذاته ولكنه واجب الوجود لغيره وهي (العقول العشرة)، وممكن الوجود بذاته لجميع العوالم الأرضية”، وقد اعترض على الرئيس “بأن واجب الوجود بغيره لا يمكن أن يكون ممكن الوجود إلا إذا انعدمت علته والعلة الأولى عند ابن سينا لا تنعدم”.
الفكرة من كتاب الإسلام والفلسفة
الفكر الفلسفي هو فكر امتدادي على مر العصور، لا يمكن القول إنه طفرة ظهرت في قوم واندثرت عند آخرين، لكن الأمر منذ بدايته عند العرب كان مقتصرًا على تحصيل المعاش، وجلب القوت، لم تشغله التساؤلات حول حقيقة الكون وأسراره، الأمر لم يكن لسبب ضيق الأفق أو عجزهم الفكري، وإنما في حقيقة الأمر هو انشغال فقط وحتى أخلاقهم كانت غليظة وقاسية كلها حياة بربرية، ودياناتهم كلها وثنية ساذجة جافة لا روح فيها ولا حياة، حتى العبادة فيها ليس لها نسق وهو أمر لا يستسيغه عقل ولا يؤيده منطق أو ذوق سليم.
مؤلف كتاب الإسلام والفلسفة
الدكتور محمد غلاب أستاذ الفلسفة بجامعة الأزهر المولود في أوائل القرن العشرين، واسع الاطلاع في جميع الفنون بصيرًا كل البصر –على الرغم مما لحق ببصره من علة– متقنًا لعلوم الأزهر التراثية، له مؤلفات عدة منها: “الفلسفة الشرقية”، و”الفلسفة الإغريقية” (جزآن)، و”مشكلة الألوهية”، و”فلسفة الإسلام في الغرب”، و”المذاهب الفلسفية العظمى في العصور الحديثة”، و”الفلسفة المسيحية في الشرق والغرب”، كما ترجم كتاب “الفلسفة التجريبية وتيارات الفكر الفلسفي الفرنسي وتاريخ الفلسفة” لإيميل بُرهيمة.