أقاليم الإمبراطورية الكبرى وحكامها
أقاليم الإمبراطورية الكبرى وحُكامها
طوَّرت الدولة منذ أوغسطس الممارسات الإدارية للأقاليم بهدف التحكم، واستمدت الحكومة الإقليمية المُعينة بواسطة الإمبراطور شرعيتها ووجودها من نخبة سكان الأقاليم ومن تأمين المواطنين الرومان والجباية المنتظمة والنظام، وتُعد مصر أول الأقاليم الإمبراطورية، حيث تولى حكمها فارس برتبة والٍ وبصلاحيات عسكرية، ثم في عهد كلوديوس أصبح المنصب برتبة حاكم وبإضافة مهمات مالية إليه، ومع قدوم القرن الثالث الميلادي وعودة الحرب، تضرر التوازن وحدثت هزائم وأعمال تخريب فرضت إعادة توزيع المهام والأولويات وإيصال فرسان محنكين إلى الحكم للقيام بمهام عسكرية، وظهرت آلية الفصل بين المهام العسكرية والمدنية.
أما عن حكام الأقاليم فقد كانوا يخضعون لفترة تعليم تمتد من سنة إلى عدة سنوات وتبدأ من عمر العشرين أو الخامسة والعشرين، ويمر الفرسان بمرحلة تحضير عسكرية طويلة تتبعها مهام مالية كالإدارة والضرائب، ثم الإدارات الكبرى في روما أو مصر مما يمكِّنه من نيل ثقة الإمبراطور ثم يصل بعدها إلى رتبة حاكم إقليم بشرط أن يتجاوز عمره الخامسة والثلاثين، ثم رتبة حاكم إقليم إمبراطوري ويكون قد تجاوز الأربعين، ثم رتبة كبير القناصلة في أفريقيا أو آسيا بعدما يتجاوز الخمسين.
يُقدَّر عدد سكان الإمبراطورية الرومانية التقريبي بنحو ثمانين مليون ساكن برغم اتساعها الذي يصل إلى عشرة ملايين كيلو متر مربع، ويُلاحَظ أن الإمبراطورية في علاقتها مع سكانها قد آثرت النظام الأرستقراطي على حساب النظام الديمقراطي، وكانت هناك محاولة تأمل الأحوال الصحية للمجتمع الروماني سواء في فترة الرخاء في القرنين الأولين أو ما بعدهما حيث العوامل الوبائية والحروب، ويُحتمل فيها نسب وفيات الأطفال المرتفعة وضآلة نسبة الطبقة العمرية التي تتجاوز الـ60 سنة، وبالطبع كانت الحياة المدنية أكثر عمرًا من حياة الريف المليئة بالأمراض.
الفكرة من كتاب الإمبراطورية الرومانية
تُعدُّ الإمبراطورية الرومانية إحدى كبرى إمبراطوريات العالم القديم رقعةً وتأثيرًا، كما أنها تميَّزت بطول عمرها على عكس معظم حضارات الأرض، مما دعا الكاتب إلى أن يؤلف كتابًا لن يلجأ فيه إلى الأحداث المتتابعة سواءً العسكرية أم التاريخية بقدر ما سينظر في أمور هذه الإمبراطورية إداريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وكيف لهذه الأمور أن تكون سببًا أول في سقوطها على نحو واضح حتى قبل التهديدات الخارجية.
مؤلف كتاب الإمبراطورية الرومانية
باتريك لورو: أكاديمي وباحث فرنسي، وأستاذ في علم التاريخ في جامعة باريس الثالثة عشرة، وأستاذ علم الآثار في جامعة تولوز الثانية وأستاذ زائر في معهد الدراسات التاريخية المتقدمة في جامعة برنستون، نال درجة الدكتوراه في عام 1980 عن أطروحة بعنوان “الجيش الروماني والمنظمة الإيبرية”.
من أبرز أعماله:
بول فينيه والمؤرخون.
نقوش بايلو كلوديا الرومانية.
الإمبراطورية الرومانية في الغرب.
الفن في إسبانيا والبرتغال في العهد الروماني.
الرومان في إسبانيا: سياسة المدن والمقاطعات.