روما.. سيدة العالم
روما.. سيدة العالم
إن الإمبراطورية منذ نشأتها قد اعتبرت أن عاصمتها الوحيدة هي روما المُلقَّبة بسيدة العالم ومركز الإمبراطورية، وكانت مُقسَّمة إداريًّا إلى أربع عشرة منطقة ويسكنها نحو مليون نسمة، كما كان لها معسكرها الخاص وأُنشئت فيها قنوات المياه وصيانة الأماكن العامة والأبنية ومكافحة الحرائق، حيث توجد كتيبة رجال إطفاء لكل منطقتين في العاصمة، هذا بالإضافة إلى اهتمام الدولة ببرامج التموين الغذائي في المدينة.
ويشير الكاتب إلى الحضارة العمرانية وصعودها في الإمبراطورية الرومانية وبخاصة روما، حيث تطوَّرت مفاهيم عمرانية جديدة وتم استعمال الطوبة المشوية في البنايات بدلًا من الطوبة المجَّففة، كما انتشرت المراحيض العامة والمطاعم، وزادت بلا شك المساكن الأرستقراطية مما دعا الأباطرة لاحقًا إلى تحديد وجودها، وقد كان من سمات المنشآت الإمبراطورية وضع يد الدولة على القطاعات المركزية حول الميادين الإمبراطورية كالميدان الروماني والكابيتول والكيرينال والفيمينال وغيرها، باعتبار تلك الأبنية الاستثنائية تعبيرًا عن السلطة وقوتها، هذا وقد تم بناء المسارح كما حدث في عهد أسرة فلافيوس حيث بُني مسرح مغلق تقام فيه الألعاب الدموية.
علم الرومان أن المهمة الأصعب تكمن في الاحتفاظ بالأرض بعد احتلالها، وهذا ما دعا الإمبراطور أوغسطس إلى فكرة إنشاء جيوش دائمة، وبذلك تسهل المراقبة وفرض السلطة الموحَّدة ومعسكرات الحماية على أطراف الإمبراطورية بعد اتساعها، وقد وجد للجيش الروماني تمركزات في شبه جزيرة إيبيريا وغرب أفريقيا وقطاع الراين والدانوب الأعلى وسوريا ومصر، وحدَّد أوغسطس ثمانيَ وعشرين فرقة عسكرية ثم نقصت إلى خمس وعشرين بعد حدوث مجزرة بثلاث فرق في تويتبورغ، ثم ارتفع العدد مع متطلَّبات التوسُّع إلى 33 فرقة تصل إلى نحو أربعمائة ألف جندي.
الفكرة من كتاب الإمبراطورية الرومانية
تُعدُّ الإمبراطورية الرومانية إحدى كبرى إمبراطوريات العالم القديم رقعةً وتأثيرًا، كما أنها تميَّزت بطول عمرها على عكس معظم حضارات الأرض، مما دعا الكاتب إلى أن يؤلف كتابًا لن يلجأ فيه إلى الأحداث المتتابعة سواءً العسكرية أم التاريخية بقدر ما سينظر في أمور هذه الإمبراطورية إداريًّا وثقافيًّا واجتماعيًّا، وكيف لهذه الأمور أن تكون سببًا أول في سقوطها على نحو واضح حتى قبل التهديدات الخارجية.
مؤلف كتاب الإمبراطورية الرومانية
باتريك لورو: أكاديمي وباحث فرنسي، وأستاذ في علم التاريخ في جامعة باريس الثالثة عشرة، وأستاذ علم الآثار في جامعة تولوز الثانية وأستاذ زائر في معهد الدراسات التاريخية المتقدمة في جامعة برنستون، نال درجة الدكتوراه في عام 1980 عن أطروحة بعنوان “الجيش الروماني والمنظمة الإيبرية”.
من أبرز أعماله:
بول فينيه والمؤرخون.
نقوش بايلو كلوديا الرومانية.
الإمبراطورية الرومانية في الغرب.
الفن في إسبانيا والبرتغال في العهد الروماني.
الرومان في إسبانيا: سياسة المدن والمقاطعات.