ما متاعب الزواج؟
ما متاعب الزواج؟
بعد سنوات من الزواج يظن الطرفان أن الحب قد قل لقلة التعبير عنه، ومن طبيعة المرأة حاجتها الدائمة إلى سماع كلمات الحب حتى تطمئن، فهي تستغرب صورة الرجل الذي كان يخبرها قبل الزواج أن حياتهما كلها ستكون كالجنة، مليئة بالحب فقط، لكن الحقيقة التي لا دخل لها بها أنه بعد سنوات يقل تعبيره عن الحب لأنه أصبح يراه كبيرًا وبديهيًّا وأكبر من قدرته على التعبير، أصبح يراه كالماء والهواء على أهميتهما لكننا لا نمدحهما طوال الوقت، لذلك فإن من واجب المرأة أن تحافظ على اشتعال الرومانسية في العلاقة برقَّتها وفطرتها المجبولة على كثرة المشاعر والبدء بالكلام حتى يستجيب هو لها وستنبهر بالنتيجة.
كذلك من متاعب الزواج الصمت، فإن الزوجة تتحدَّث دائمًا لتعبِّر عما بداخلها، ولا تتجه إلى الصمت إلا عند الحزن والغضب، لذلك فهي تشعر عند صمت زوجها أن هناك ما يهدِّد علاقتهما، وفي الحقيقة أن العلاقة مع تقدم العمر يكون طرفاها أكثر تفاهمًا دون كلام، بالنظرة والسلوك وحتى بالأفعال البسيطة، وحتى الكلمات البسيطة لا تُقاس بالكم وإنما بالكيف والجودة، وهي حقيقة يجب على الزوجة بالذات أن تدركها لتعرف أنه مهما طال الوقت لن يهدِّد الصمت علاقتهما ما داما يحافظان على القدر الكافي من المودة والرحمة، وليس كما يزعم البعض أن الصمت علامة خطيرة على فساد الزيجة.
ومن المشكلات التي يمر بها الزواج الفتور الجسدي: أي قلة العلاقة الجنسية، وقد تكون لها أسباب كثيرة بعد عدة سنوات، فالمرأة تزيد رغبتها أو تقل باقتراب دورتها الشهرية، وبقلقها على أولادها أو وجود ما يشغلها، والرجل أيضًا يتأثر بما حوله، لذلك عند غياب العلاقة الجسدية يجب علينا السؤال عن السبب بهدوء قبل أن نتهم الطرف الثاني بالإهمال وعدم الحب، فمع مرور الوقت يتحول الأمر من مجرد لقاء جسدي إلى وحدة في العقل والجسد والكيان، فالإشباع سيتحقَّق للفكر والوجدان وسيحدث هبوط وفتور في بعض الأحيان، وهذا لا يدل أبدًا على تغيُّر المشاعر ولكن على تغير طرق الإشباع وتعدُّدها وتغير نظرتنا.
الفكرة من كتاب متاعب الزواج
جميعنا نبحث عن السعادة في حياتنا، ونظن أننا بالزواج الناجح قد نصل إليها، ولكن مفهوم السعادة صعب المنال لكثرة متطلَّباته، فقد نشعر بالإحباط فقط لأننا توقَّعنا صورة خيالية عن الزواج المليء بالضحك والمفاجآت والتصورات الحالمة، ثم يصدمنا الواقع بمشكلات وخلافات لا طاقة لنا بها، وفي الحقيقة أننا لو تهيَّأنا له بما يحتاج حقًّا لا بما نتخيَّل لأصبح زواجًا ناجحًا، وعليه فإن هذا الكتاب يوجه رسالة إلى الزوجة ليناقشها في معنى دورها وأهميتها كزوجة وأم وحبيبة لزوجها، وعن الصعوبات التي تواجهها، وأشياء أخرى.
مؤلف كتاب متاعب الزواج
عادل صادق: طبيب نفسي ومؤلف، حصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن، وعمل في مجال التدريس والأبحاث العلمية، ورئاسة قسم الأمراض العصبية والنفسية وتنظيم امتحانات الزمالة العربية للطب النفسي.
له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “كيف تصبح عظيمًا؟”، و”أسرار في حياتك”، و”في بيتنا مريض نفسي”، و”الألم النفسي والعضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”الزوج أول من يشكو”.