الزواج في معناه الحقيقي
الزواج في معناه الحقيقي
خلق الله نفسًا واحدةً هي الأصلُ، ثم خلق منها الزوجة، ليكون هذا هو النهج الذي يسير عليه الزواج إلى يوم البعث، بمعنى أن الزوجة جزء من زوجها، ويظلُّ هذان الجزءان منفصلين في الأرض، ثم يتزوَّجان لتكون عملية “إعادة التوحُّد”، والحقيقة أن هذه العلاقة البشرية تكون أقوى صلة حتى أقوى من الصلات العائلية بالدم، لأن علاقة الزوج والزوجة فيها من حنان الأب وعاطفة الأم ومساندة الأخ، والرابطة الأبدية المحاطة بالأنس والمشاركة والمسؤولية المشتركة.
ومن معاني الزواج أيضًا أنه من ضمن الطرق التي يتعبَّد بها المسلم إلى ربه، فمن أهداف وجودنا في الأرض الخلافة وعمارة الأرض، وهذا يتحقَّق بشكل كبير من خلال الزواج، لذلك يجب عليه الإخلاص في هذا الزواج كما يخلص في العمل والسجود.
والزواج له شروط؛ أهمها أن تتوافر فيه النية الأبدية، أي أن يكونا معًا إلى الأبد، وألا يفترقا إلا عند استحالة العشرة فيقرِّران الطلاق، ولكن لا يتعيَّن أن تكون النية أن الزواج مقترن بمدة معينة لتحقيق غرض معين سواء كانت المتعة أو المنفعة شخصية، لأنها مؤقتة والزواج المؤقت يعد كالزنا حتى لو كان عقد الزواج صحيحًا وموثَّقًا، والشرط الثاني أن يكون مُعلنًا، أي شرط الإشهار لأنه لا داعي لإخفاء أمر أحلَّه الله إلا إذا كان فيه نية خبيثة أو اختيار سيئ للشخص أو هروب من أداء واجب أو أمانة.
كما يجب أن يكون الزواج مصدرًا للفخر، فالمرأة كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): “تُنكَح لأربع: لدينها ومالها وحسبها وجمالها”، فلو استوفت أحد الشروط كانت مصدرًا للفخر والإشهار، والرجل أيضًا كان مصدرًا للفخر والإشهار، يقول (صلى الله عليه وسلم): “إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه”.
والرجل والمرأة مختلفان في طبيعتهما، ولكنهما اجتمعا ليكمل كلٌّ منهما الآخر، فيجب أن يدركا أن اختلافهما رحمة، ولا يحاول كل طرف أن يجعل الآخر نسخة منه، بل يتقبَّل اختلافه فيما لا يُغضِب الله ولا ينافي العرف، وسنتحدث بالتفصيل عن اختلاف طبيعة الرجل والمرأة ومتطلَّبات كلٍّ منهما.
الفكرة من كتاب متاعب الزواج
جميعنا نبحث عن السعادة في حياتنا، ونظن أننا بالزواج الناجح قد نصل إليها، ولكن مفهوم السعادة صعب المنال لكثرة متطلَّباته، فقد نشعر بالإحباط فقط لأننا توقَّعنا صورة خيالية عن الزواج المليء بالضحك والمفاجآت والتصورات الحالمة، ثم يصدمنا الواقع بمشكلات وخلافات لا طاقة لنا بها، وفي الحقيقة أننا لو تهيَّأنا له بما يحتاج حقًّا لا بما نتخيَّل لأصبح زواجًا ناجحًا، وعليه فإن هذا الكتاب يوجه رسالة إلى الزوجة ليناقشها في معنى دورها وأهميتها كزوجة وأم وحبيبة لزوجها، وعن الصعوبات التي تواجهها، وأشياء أخرى.
مؤلف كتاب متاعب الزواج
عادل صادق: طبيب نفسي ومؤلف، حصل على زمالة الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وزمالة الكلية الملكية للأطباء النفسيين بلندن، وعمل في مجال التدريس والأبحاث العلمية، ورئاسة قسم الأمراض العصبية والنفسية وتنظيم امتحانات الزمالة العربية للطب النفسي.
له خمسة كتب باللغة الإنجليزية، وثلاثون كتابًا باللغة العربية، منها: “كيف تصبح عظيمًا؟”، و”أسرار في حياتك”، و”في بيتنا مريض نفسي”، و”الألم النفسي والعضوي”، و”الطلاق ليس حلًّا”، و”الزوج أول من يشكو”.