الإعلام الجديد
الإعلام الجديد
أحدثت الوسائل الرقمية الحديثة نقلة نوعية في البيئة الصحفية اليوم، فالإعلام الرقمي اقتحم عالم الميديا والسينما والأخبار والصور والمعلومات في العالم أجمع، وانتزعت من الصحافة التقليدية كثيرًا من جمهورها، حتى بات البعض يتنبأ بزوال الصحافة الورقية قريبًا، فقد تغيَّر مسار إنتاج المعلومات ومعدل تدفُّقها، ومن ثم أصبح من الصعب وقف هذا الزخم، مما استدعى ذلك إعادة هيكلة الأنماط الأساسية للإعلام بدلًا من الأنماط المتعارف عليها، فالتكنولوجيا فتحت الباب على مصراعيه لنقل المعلومات نقلًا حرًّا يجتاز المسافات والأزمنة، وبهذا أصبح العالم قرية صغيرة.
ونتيجة لذلك أصبحنا أقرب إلى ما يمكن تسميته بديمقراطية الإعلام بعيدًا عن سيطرة الأجهزة الحكومية، مما سهَّل كثيرًا من عملية الاتصال فيما بين الوسيلة الإعلامية والمتلقِّي لها لتقوم بوظيفتها، فكل فرد اليوم في ظل التكنولوجيا المعاصرة يعدُّ مراسلًا يمكنه نقل الحدث في أي وقت عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبالطبع أتاحت البيئة الرقمية فرصًا كثيرة للنشر، ما انعكس إيجابيًّا على العديد من قطاعات الأعمال في العالم، مما كان له الأثر في خفض أعداد العمالة التقليدية في القطاعات الإعلامية المختلفة.
ولكن على الجانب الآخر أدَّت الوسائط الرقمية اليوم إلى سهولة انتشار الشائعات والأخبار المزيفة والمعلومات المضللة عبر الفضاء السيبراني، فعملية السيطرة اليوم على عملية نقل الأخبار أصبحت من
الصعوبة بمكان، لا سيما مع الانفجار الذي أحدثته عملية انتشار شبكات التواصل والتي تمثِّل اليوم في ظلِّ غياب الرقابة الفاعلة بيئة خصبة لانتشار الشائعات وتداولها بشكل فائق السرعة، فالتكنولوجيا الحديثة اليوم تعيد تشكيل كل مظاهر نظم الصحافة والإعلام المعاصرة، وتبعًا لذلك فنحن مضطرُّون إلى إعادة النظر في معظم مفاهيمنا الجوهرية حول أساليب جمع المعلومات ونشر الأخبار، وهذا يدفعنا إلى التريث قليلًا في فهم المشهد الذي ينتظرنا.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
من الصعب أن تسير عكس التيار وأن تنتقد ما يتفق الجميع على مدحه، فرغم العديد من المؤلفات التي تناولت الثورة التكنولوجية الحادثة اليوم بالمدح وأثرها في الواقع البشري، يبقى لهذا الكتاب ميزة فريدة، وهي الرؤية النقدية التي انطبعت على أغلب فصول الكتاب، حيث يعرض الإيجابيات والسلبيات والمخاطر المحتملة، وتأثيرات عالم الاتصالات الحديث في المرأة والطفل والإعلام والسياسة والحروب.
مؤلف كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
الدكتور شريف درويش اللبان: ولد في عام 1965، وحصل على بكالوريوس الإعلام من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1987 بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف، فعُيِّن معيدًا بكلية الإعلام في العام نفسه، ثم مدرسًا مساعدًا بعد حصوله على درجة الماجستير في العام 1990، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه تمَّت ترقيته مدرسًا في عام 1994، وأستاذًا مساعدًا في عام 1999.
حصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للبحوث العلمية عام 1997، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2000، وله العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية، كما أنه مؤلف كتاب “تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة”.