الأطفال والإنترنت
الأطفال والإنترنت
لم تترك شبكة الإنترنت زاوية من زوايا الحياة إلا واقتحمتها، وبخاصةٍ تلك المتعلقة بالتنشئة الاجتماعية، حيث تدخَّلت في تشكيل الوعي وغرس الأفكار والقيم والمعتقدات، ومن ثمَّ انطبع ذلك بصورة مباشرة على العادات والسلوك، ونظرًا إلى عوامل الترغيب والتشويق على وسائل الترفيه الرقمي جذبت شبكات الإنترنت العديد من الأطفال إلى حظيرتها، مما كان سببًا في دفع العديد من الأطفال إلى الحصول على تنشئة اجتماعية مشوَّهة تتصف بالانعزالية وضعف النشاط الجسدي وسرقة الوعي وإعادة تشكيله كما يرى البعض ذلك.
لكن على الجانب الآخر لا نستطيع أن ننكر أن للإنترنت بعض الأمور الإيجابية، فمن ناحية يعدُّ وسيلةً تعليميةً متميِّزةً تناسب الأطفال عبر العديد من الوسائط الرقمية التفاعلية التي قد ينجذب إليها الطفل بصورة أو بأخرى، مما يضفي نوعًا من المتعة والمرح على عملية التعلم ويجعلها أكثر إثارة بدلًا من الأنماط التقليدية، ولكن الأمر يحتاج إلى بعض التنظيم لتعظيم الاستفادة القصوى من الوسائل الرقمية المعاصرة.
أما إذا تطرقنا إلى آثار شبكة الإنترنت على جانب العلاقات الاجتماعية للأطفال، فبالطبع نجد أنها تسلخ الطفل من واقعه الحقيقي إلى الكون الرقمي الموازي، فهي وإن أضرت كثيرًا بعملية التواصل الجسدي بين الأقران، فإنها في الوقت ذاته أنشأت العديد من التفاعلات الاجتماعية على وسائل التواصل الاجتماعي بين الأطفال والمراهقين، مما كان سببًا في ما بات يعرف بعملية إدمان الإنترنت عند الأطفال، والذي أدَّى إلى تقلُّص أواصر الصلة مع الواقع الحقيقي وزيادة نسب الاكتئاب والشعور بالوحدة والتسبُّب في العديد من الأمراض النفسية والاجتماعية على المدى الطويل، فالهشاشة النفسية التي قد يصاب بها البعض في سن الرشد قد تمتدُّ أسبابها إلى الطفولة المشوَّهة التي ربما عاشها البعض في سنواته الأولى.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
من الصعب أن تسير عكس التيار وأن تنتقد ما يتفق الجميع على مدحه، فرغم العديد من المؤلفات التي تناولت الثورة التكنولوجية الحادثة اليوم بالمدح وأثرها في الواقع البشري، يبقى لهذا الكتاب ميزة فريدة، وهي الرؤية النقدية التي انطبعت على أغلب فصول الكتاب، حيث يعرض الإيجابيات والسلبيات والمخاطر المحتملة، وتأثيرات عالم الاتصالات الحديث في المرأة والطفل والإعلام والسياسة والحروب.
مؤلف كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
الدكتور شريف درويش اللبان: ولد في عام 1965، وحصل على بكالوريوس الإعلام من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1987 بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف، فعُيِّن معيدًا بكلية الإعلام في العام نفسه، ثم مدرسًا مساعدًا بعد حصوله على درجة الماجستير في العام 1990، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه تمَّت ترقيته مدرسًا في عام 1994، وأستاذًا مساعدًا في عام 1999.
حصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للبحوث العلمية عام 1997، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2000، وله العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية، كما أنه مؤلف كتاب “تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة”.