تكنولوجيا الاتصال والمرأة
تكنولوجيا الاتصال والمرأة
لا شك أننا نعيش اليوم في خضم طوفان من التكنولوجيا الحديثة الوافدة على مجتمعاتنا، والتي أثرت بصورة أو بأخرى في المعادلة الاجتماعية للشعوب، وبالطبع أتاحت تلك التغيرات المزيد من الفرص ولكن بشكل غير متكافئ، ما زاد من الفجوة بين من استطاعوا استخدام تلك التكنولوجيا ومن حُرِموا لذَّة الوصول، ومن الأمور التي تستحقُّ البحث هي موقف المرأة في عصر المعلومات في ظل السياق التكنولوجي والاجتماعي القائم ما بين الفرص والتحديات والعوائق المجتمعية.
ولعلَّ أبرز المكاسب التي حقَّقتها المرأة تمثلَّت في هذا الترابط بينها وبين الأخريات، ما سهَّل لهن خلق مجتمع موازٍ يساعدهن على حرية التعبير والمساواة المجتمعية والتعاطف المشترك، وكذلك أضحت الشبكة العنكبوتية وسيلة لتبادل الأفكار وكسر أقفال العزلة، كما ساعدها ذلك على أن تحظى بالعديد من المواد التعليمية مفتوحة المصدر، وكذا استفادت بعضهن من فرص العمل الأونلاين التي أتاحتها تلك النظم المستحدثة، مما شكَّل بابًا خلفيًّا للالتفاف على القيود المجتمعية المفروضة في بعض البلدان على حرية التعليم والعمل للمرأة.
أما أبرز تلك المعوقات التي تواجه المجتمعات العربية على وجه العموم والمرأة بشكل خاص فتتركَّز بصفة أساسية في ضعف البنية الأساسية التكنولوجية، مما يسبِّب ارتفاع تكلفة خدمات الإنترنت واختلال التكافؤ في وصول الخدمة إلى المناطق الجغرافية المختلفة، بالإضافة إلى انتشار ما يمكن تسميته بـ”الأمية التكنولوجية ونقص المعلومات التقنية” لا سيما بين الإناث، مما تبرز معه الحاجة إلى النهوض بالبنية الأساسية وتدشين محتوى معلوماتي عربي مستقل، وقطع الطريق أمام الاتجاهات الثقافية والمشكلات المجتمعية التي تقف حجر عثرة أمام الأخذ بأساليب التكنولوجيا الحديثة.
الفكرة من كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
من الصعب أن تسير عكس التيار وأن تنتقد ما يتفق الجميع على مدحه، فرغم العديد من المؤلفات التي تناولت الثورة التكنولوجية الحادثة اليوم بالمدح وأثرها في الواقع البشري، يبقى لهذا الكتاب ميزة فريدة، وهي الرؤية النقدية التي انطبعت على أغلب فصول الكتاب، حيث يعرض الإيجابيات والسلبيات والمخاطر المحتملة، وتأثيرات عالم الاتصالات الحديث في المرأة والطفل والإعلام والسياسة والحروب.
مؤلف كتاب تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة
الدكتور شريف درويش اللبان: ولد في عام 1965، وحصل على بكالوريوس الإعلام من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1987 بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف، فعُيِّن معيدًا بكلية الإعلام في العام نفسه، ثم مدرسًا مساعدًا بعد حصوله على درجة الماجستير في العام 1990، وبعد حصوله على درجة الدكتوراه تمَّت ترقيته مدرسًا في عام 1994، وأستاذًا مساعدًا في عام 1999.
حصل على العديد من الجوائز، ومنها جائزة جامعة القاهرة التشجيعية للبحوث العلمية عام 1997، وجائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية عام 2000، وله العديد من الأبحاث المنشورة في الدوريات العلمية، كما أنه مؤلف كتاب “تكنولوجيا الاتصال.. قضايا معاصرة”.