موضوعية علم النفس
موضوعية علم النفس
يوصف الموضوعي بأنه ضد الذاتي، وهو ما يجعل جميع العقول تتقبَّله لا أن يتقبَّله فرد بعينه، والموضوعية في علم النفس مفهوم مركَّب من قسمين: موضوعية المُدرَك في وجوده مستقلًّا عن كيفية إدراكنا له، ويزداد كلَّما تخلَّصنا من الهوى والإرادات الشخصية، وموضوعية الناتج الذي نصل إليه، ولها الشأن الأكبر لرصد الموضوعية، لذلك تُوضع أعلى الضمانات للتحقُّق من سلامة الوصول إلى النتائج من خلال مسارين: الأول منهجي والثاني مؤسسي، أمَّا الأول فعن طريق القابلية لإعادة الإجراءات التي اتبعها الباحث وقابلية استعادة النتائج نفسها والتحديد المفصَّل لخطوات التجربة والصيغ الإحصائية التي استعملها الباحث للوصول إلى نتائجه، وأما المؤسسي فثمة عدد من المنظمات المحلية والعالمية للإشراف على البحوث ولجان للتحكيم والمكافآت.
يولي علماء النفس اهتمامًا كبيرًا بمسألة الموضوعية أكثر من إخوانهم في العلوم الطبيعية نتيجة لتعقُّد النشاط النفسي وصعوبة التحقُّق من الموضوعية في الأبحاث النفسية، ويظهر هذا الاهتمام عندهم في مصطلح “الصدق” أو مصداقية القياس والمشاهدة، فإذا ابتكر باحث مقياسًا للذكاء فيلزمه البرهنة على أن مقياسه يقيس هذه الوظيفة فعلًا، ويشمل الصدق جانبين: الصدق العملي وصدق المفهوم (أو الصدق النظري)، فيقصد بالصدق العملي بيان أن الظاهرة التي يتكلم عنها الباحث لها وجود فعلي مستقل عن أوهامه وميوله، وهو ما يطابق تمامًا وصف الموضوعية.
أما الصدق النظري فيشير إلى أن استخدام مصطلح لظاهرة ما اكتُشِفَت حديثًا، فلا بدَّ من ظهور علاقات منتظمة بين هذه الظاهرة -كما يشير إليها المفهوم- وعدد من الأداءات والمضامين الأخرى تستتبعها الطبيعة النظرية للمسمَّى المُكتَشَف، فمثلًا لو أن عالمًا وضع اسم “التوتر النفسي” لظاهرة غير معروفة من قبل، فيمكن أن نرتِّب سلسلة من التنبؤات ثم نختبر صدقها أو زيفها، وعلى قدر ما تصيب هذه التنبؤات ترتفع درجة الصدق النظري لمفهوم التوتر النفسي.
الفكرة من كتاب علم النفس.. فلسفته وحاضره ومستقبله ككيان اجتماعي
يختلف علم النفس اختلافًا كبيرًا عن بقية فروع المعرفة الأخرى كالعلوم الطبيعية والبيولوجية، وذلك لاعتماده بصورة كبيرة على ملاحظة الإنسان لما في نفسه من أحاسيس ومشاعر، وما يدور في عقله من أفكار متعاقبة تُشكل سلوكه.
يركز هذا الكتاب على فلسفة علم النفس والمشكلات الأساسية التي تواجهه، لا من حيث البحوث والتجارب المعملية وإنما في جذوره والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها، كذلك أثر علم النفس في حياتنا الاجتماعية من خلال الإشارة إلى تاريخ الدراسات النفسية وتحليل واقعها الحاضر والتنبؤ بمستقبلها في مصر والوطن العربي.
مؤلف كتاب علم النفس.. فلسفته وحاضره ومستقبله ككيان اجتماعي
الدكتور مصطفى سويف، أستاذ بكلية الآداب بجامعة القاهرة ومؤسس قسم علم النفس فيها، وُلد عام ١٩٢٤، وشغل منصب رئيس الجمعية المصرية للدراسات النفسية خلال عامي ١٩٧٠ و١٩٧١، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام ١٩٨٩، ووافته المنية سنة ٢٠١٦.
ومن أهم مؤلفاته:
مشكلة تعاطي المخدرات بنظرة علمية.
الأسس النفسية للتكامل الاجتماعي.
الأسس النفسية للإبداع.. الشعر خاصة.