نهاية ستالين.. وما بعدها
نهاية ستالين.. وما بعدها
في بداية مارس عام 1953م أصيب ستالين بإغماء نتيجة نزيف شديد في الجهة اليسرى من المخ فقد على إثره النطق، وحاول أكبر أطباء الاتحاد السوفييتي علاجه دون جدوى، وفي الخامس من مارس صدر البلاغ الرسمي بوفاة الرفيق جوزيف ستالين، ليتم إغلاق العاصمة موسكو بعد أن امتلأ الميدان الأحمر بالرايات والأزهار تمهيدًا لمرور موكب السيارات الحامِل لجثة ستالين، وقد اختار ستالين مالنكوف خليفة له قبل موته.
وبعد وفاته مباشرةً، استنكر رجال ستالين ديكتاتوريته وأخطاءه، ففي المؤتمر الشيوعي العشرين الذي ترأسه خروشيشيف وألقى خطابًا مدته سبع ساعات استنكر فيه سياسة تقديس الفرد والإرهاب البوليسي، وقد قام مالنكوف بتعيين خروشيشيف سكرتيرًا للحزب مما أعطاه الفرصة للاستئثار بالحكم، وفي فبراير 1957م نجح خروشيشيف في القضاء على لجنة الرئاسة المتمثلة في مالنكوف ومولوتوف وكاجانوفيتش تمامًا بعدما حاز تأييد الجيش وفصلهم كما تم إعدام بيريا بعد ذلك، وهكذا أصبح خروشيشيف ديكتاتورًا جديدًا كما عزل وزير الحربية المارشال زوكوف عام 1957م بتهمة خرق مبادئ الحزب للتخلص من سيطرة الجيش.
يشير الكاتب إلى روسيا بعدما مضى نحو أربعين عامًا على ثورتها عام 1917م، حيث تحولت إلى قوة صناعية وعسكرية جبارة استطاعت هزيمة الألمان، وبلغت حصتها في الإنتاج العالمي نحو 20%، لكنها كذلك أكثر أنظمة العالم ديكتاتورية وقمعًا، ليصل طموحها إلى التمدد وبث الفكر الشيوعي للعالم أجمع وإسقاط الرأسمالية، لذا فإن المشكلة تكمن في انعدام أمل وجود الشيوعية والسلام معًا.
الفكرة من كتاب ستالين
سار الروس على هدي الماركسية في حماسة، واعتنقوا المذهب اعتناقًا صلبًا لا يلين، حتى أصبح مُتحجرًا، وتكوَّن رسل الشيوعية من كلٍّ من ماركس وإنجلز ولينين وستالين، فقد حكم ستالين روسيا نحو ثمانية وعشرين عامًا، ولم يحدث في التاريخ أن جمع حاكم في يده مثل هذه السلطة المطلقة التي كانت لستالين، والذي حكم بها ربع الأرض، ويصدر الكاتب كتابه هذا تزامنًا مع مرور أربعين عامًا على الثورة الروسية، أي خلال فترة حكم خروشيشيف خليفة ستالين، ويناقش شخصية هذا الديكتاتور الصلب ليتعمَّق في خفاياها، فكيف لهذا الذي بدأ حياته لسرقة المصارف لأجل حزبه أن يكون يومًا ما ذا سلطة على كل المصارف؟!
مؤلف كتاب ستالين
فرج جبران: كاتب وصحفي ومترجم مصري، عمل في ديوان المحاسبة بالقاهرة، ترجم العديد من القصص والروايات الفرنسية، كما اشترك في إصدار مجلة “الشعلة”، وفي تحرير آخر ساعة، تُوفي عام 1960م في حادثة اختفاء طائرة أقلعت من بريطانيا ولم يُعثر عليها حتى الآن.
له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: “تعال معي إلى أوروبا” و”غرام الملوك” و”ابن بطوطة الثاني”.