مفهوم إدارة الدقيقة
مفهوم إدارة الدقيقة
بعض الناس لا يُلقي بالًا للدقيقة وتركيزه يكون محصورًا على الساعات، فهو دائمًا يسأل عن الساعة ولا ينتبه إلى الدقائق، وهذا التوجه يضيع الكثير من الدقائق، والصحيح أن تكون قراءة الوقت بالدقيقة قبل الساعة، عليك أن تفكر فيما يمكن أن تنجزه في دقيقة أو اثنتين أو ثلاث أو سبع، فهذا التفكير يؤكد لك أهمية الدقيقة.
وإدارة الدقيقة تعني أن تنظر بوعي وانتباه إلى الدقيقة وإلى الساعة باستمرار، وعليك بالتوزيع والتحديد التفصيلي للوقت بالدقيقة، وأن تحدد قبل البداية بأي عمل كم دقيقة ستعطيه؟ ثم تحدد الدقيقة التي يجب أن ينتهي عندها، باختصار: أن تنظر إلى الوقت بعين الدقيقة، فإدارة الدقيقة عبارة عن قرارات فورية صغيرة تصدر ثم تنفَّذ، فالتدريب على هذه العادة يسبق عادة ومهارة تحديد مواعيد بعيدة المدى، وهي من المتطلبات الضرورية للنجاح في إدارة المشاريع التي تتطلَّب نفسًا طويلًا وصبرًا مستمرًّا.
إن مواعيد إدارة الدقيقة مواعيد مباشرة صغيرة ومتلاحقة، فهي فرصة مهمة ومتوافرة في كل وقت للتدريب على النجاح في إدارة الوقت، كما أن إدارة الدقيقة لا تقف، بل هي هدف بعد هدف، فهذا هو قلب إدارة الدقيقة، إنها قاعدة واحدة، متى طبقتها وعملت بها حصلت على إدارة فعَّالة وراقية للدقيقة، لكن صعوبات هذا المفهوم تكمن في جهتين: الأولى وهي الذكر، الثانية وهي الإرادة.
وهذه القاعدة تقول: لا تدخل في عمل قبل أن تحدد نهايته بالدقيقة، ولا يصح أن تبقى دون نهاية تحددها وتراقبها، وهذا يعني عدم الفوضى، ويعني أنك في تحديد مستمر، هدفًا بعد هدف، كلما انتهى هدف حددت الذي بعده، ويجب ألا تفرغ من تحديد، وهذه هي الترجمة الفعلية للقاعدة المشهورة: ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
إن كتابة برنامج الدقيقة صباح كل يوم يشبه تكبيرة الإحرام في الصلاة، فهو يمثِّل شرارة البداية، ونقطة الانطلاق، فإن مهمته برمجة اليوم الحالي برؤية قريبة، وتذكير وتأكيد ما تم التخطيط له مسبقًا، وتكون خطوات إدارة الدقيقة بتحديد العمل، وتحديد كم دقيقة سيأخذ، وتحديد البداية، وتحديد النهاية، ثم حساب كم دقيقة بقيت على النهاية، ولكن احذر، فالاعتماد على المكتوب باستمرار وعدم استخدام الحفظ يحقق مكاسب سريعة ويريح من جهد الحفظ وأخطاء النسيان لكن ستظل طوال عمرك حبيس القراءة من المكتوب، أما حين تعزم وتبدأ التدريب على التنفيذ حفظًا لما كتبته مع تغيير ما يلزم فسوف تتقن المهارة ثم ترتقي بها درجاتٍ ودرجات.
الفكرة من كتاب مفاتيح إنجاز الأهداف
كيف نضبط أهدافنا لتصب في غاياتنا ومقاصدنا، وهل لتنظيم الوقت مهارات ضرورية يجب اكتسابها؟ من خلال هذا الكتاب يُقدِّم المؤلف تجربة عملية لتنظيم الوقت وإدارة المواعيد وتحقيق الأهداف، وذلك من خلال إعادة تعريف الهدف وخصائصه، كما يُقدِّم المفاتيح السبعة التي يمكن من خلالها وضع خطَّة مُتكاملة للعمل على الأهداف وتحقيقها، بالإضافة إلى بعض الوقفات عن فقه الوقت والحياة.
مؤلف كتاب مفاتيح إنجاز الأهداف
خالد بن عبد الكريم اللاحم: كاتب، وأستاذ مساعد في القرآن وعلومه بجامعة الإمام، وعضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
له عدة مؤلفات تحت مشروع بعنوان خطوات التربية على الحياة، ومن تلك الكُتب: مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة، ومفاتح إقامة الصلاة وإخلاص العبودية لله، والقراءة بقلب قلب النجاح في الحياة، وغيرها.