اطلب من الله أولًا
اطلب من الله أولًا
إن التربية في الإسلام تنظر إلى الإنسان كَكُل عملًا على الغرس فيه، فهي تُبنى أولًا بالدعاء بالذرية الصالحة، ولأجل تربية عُظمى يجب أن يكون لدى الوالدين أو المربين غاية عظمى فيهم فيعَظمُ فعلهم وكذلك اتخاذهم قدوة حسنة، وليس هناك أفضل من الاقتداء برسول الله (ﷺ)، فهو (ﷺ) من ربى صغار وكبار الصحابة، وكذلك (الدعاء)، فقد قال رسول الله (ﷺ): “الدعاء هو العبادة”، فالدعاء مثل الصلاة والصيام وغيرهما من العبادات التي يجب أن تُعلَّم للطفل ويفهم أثرها في حياته.
فقد حرص النبي (ﷺ) على تعليم صغار بيته الدعاء، فالحسن بن علي (رضي الله عنه) يقول: علمني جدي النبي (ﷺ) كلمات أقولهن في قنوت الوتر: “اللهمَّ اهدِني فيمَن هدَيتَ وعافِني فيمَن عافَيتَ وتولَّني فيمَن تولَّيتَ وبارِكْ لي فيما أعطَيتَ وقِني شرَّ ما قضَيتَ فإنك تَقضي ولا يُقضَى عليك إنه لا يَذِلُّ مَن والَيتَ تبارَكتَ ربَّنا وتعالَيتَ”، وقد توفِّي النبي وعُمر الحسن بن علي ثماني سنوات، وهذا يعني أنه علمه هذا الحديث في عُمر أقل من ثماني سنوات، ومع ذلك يحكي الحسن الحديث بحبٍّ وفرحٍ بما عُلِم، فعلِّم ابنك أن يُظهر حاجته لله فقط ويطلب من الله أولًا، فقد قال رسول الله (ﷺ): “من لم يسأل الله، يغضب عليه”، ستحتاج أن تُعلم ابنك عبادة الدعاء لأجلكما أيها الوالدان، بحياتكما وبعد الموت، فلا ينقطع عمل مسلم ما دام بقي له ولد صالح يدعو له.
ومن السُّنن الطيبة أن تدعو لابنك بصوت مسموع له، فقد كان النبي (ﷺ) يدعو لأهله وأصحابه بصوتٍ مسموعٍ ليشعروا بالفرح، ويقول الكاتب: “أنت أكبر مستفيد من تعليم ابنك الدعاء لأنه حين يدعو ربه سيدعو لنفسه بالصلاح والتقوى والتفوق والغنى وغيرها، وهذه كلها أهداف تربوية أنت تسعى جاهدًا لتحقيقها وابنك بدعائه هذا يساعدك على مهمتك التربوية معه، فهل تقصر بعد اليوم في تعليم ابنك الدعاء؟”.
الفكرة من كتاب عَلِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله
إن التربية علمٌ مُمتدٌّ أثره ومهم لكل أب، فتربية أبنائك مسؤولية واقعة على كاهليك أمام الله، وقال رسول الله (ﷺ): “كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤول عن رعيته؛ فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته”، وأسوةً برسول الله (ﷺ) وأثره في تربية أجيال كاملة من صغار وكبار نقتدي به للتعامل مع صغارنا.
مؤلف كتاب عَلِّم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله
عبد الله محمد عبد المعطي: خبير تربوي، وله عدة مؤلفات تربوية مهمة، منها: “بالحب نربي أبناءنا”، و”أطفالنا: خطة عملية للتربية الجمالية سلوكًا وأخلاقًا”، و”حياتنا الأسرية بدون عصبية”.