نكد وغيرة وشك
نكد وغيرة وشك
يشكو كثير من الأزواج من نكد الزوجة، وأنها غاضبة طوال الوقت، صامتة، غير سعيدة، البيت كئيب، وبطبيعة الحال فإنه يحملها مسؤولية ذلك، لكنه لا يسأل نفسه لماذا تتصرَّف زوجته بهذا الشكل؟ والحقيقة أنها تحاول أن توصل إليه رسالة بسلوكها ذلك، رسالة سلبية، والأرجح أنهما لم يجربا طريقة أكثر إيجابية لحل المشكلات بينهما، ونحن أمام زوج فقد شعوره بزوجته ولا يعرف ما يضايقها، وهو يستمر في تصرفاته غير عابئ بها، أما الزوجة فتكتم ما بداخلها وتظهره بسلوك سلبي، وتراكم المشكلات وتركها دون معالجة يعقد الأمور ويسمم المنزل، لذا يجب على الزوجين عدم ترك الأمور بهذا الشكل وألا يتجاوزا مشكلة دون محاولة حلِّها والتفاهم حولها، وكما يجب على الزوج أن يكون أكثر انتباهًا ومراعاةً لما تشعر به زوجته، فإن على الزوجة أيضًا ألا تنتظر ذلك طوال الوقت، فهو قد لا ينتبه حقيقةً ودون قصد، وعليها أن تنبهه بلطف وتلفت نظره لما يضايقها.
أما عن الغيرة في الرجل، فهي أمر محمود وصحي ودليل أن رجولته حقيقية، وهي غيرة الراعي والمسؤول والمحب، الذي يقدِّر زوجته ويخشى عليها، وهي مزيج من الحمية والكرامة والعزة، ولا تزول غيرة الرجل إلا إن اضطربت رجولته، أو فقد احترامه لامرأة بذاتها، والمرأة تحب من رجلها ذلك، بل وتفقد إحساسها برجولته إن هو لم يظهر غيرته عليها، والمرأة الواعية لا تتعمَّد إثارة غيرة زوجها أو شكوكه، فهي تجعل في صدر الرجل قلقًا وغضبًا وألمًا سرعان ما يتحوَّل كرهًا وعدوانية تدمِّر كل شيء.
الفكرة من كتاب الزوج أول من يشكو
إن الرجل هو عماد الأسرة والمسؤول الأول عن استمرارها وحفظ أركانها، ولا يكون ذلك إلا لرجل حقيقي، تركن إليه أنثاه وتطمئن، فتطيعه وتستسلم له راغبة محبَّة فتكون بين يديه أنثى حقيقية، أما إذا لم تكن رجولته مكتملة في عينيها فإن نفس تلك المرأة تتحوَّل إلى وحش لا يُروَّض، ورجولة الرجل ليست فحولته، وإنما سلوكه النابع من قيمه ومبادئه، ولما يراه الكاتب من عظم دور الرجل في أسرته، أفرد كتابه هذا لعرض المشكلات الزوجية الناتجة عن “اهتزاز صورة الرجل أمام زوجته، أو أمام نفسه”، مشيرًا إلى بعض المفاهيم حول حقيقة الرجولة والأنوثة.
مؤلف كتاب الزوج أول من يشكو
عادل صادق طبيب نفسي وكاتب مصري، ولد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية، عمل بالتدريس، وكان رئيسًا لقسم الأمراض النفسية والعصبية، وأسَّس مستشفى للأمراض النفسية والإدمان باسمه عام 2000، وكان رئيس تحرير مجلة الجديد للطب النفسي، وتوفي عام 2004، بعد أن ترك ما يزيد على ثلاثين كتابًا بالعربية والإنجليزية في مجالات الطب النفسي والأسرة.
ومن أبرز مؤلفاته:
متاعب الزواج.
مباريات سيكولوجية.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.