فوقية أم تكامل؟!
فوقية أم تكامل؟!
في بعض الزيجات يحدث خلل نتيجة تفوُّق الزوجة على زوجها في بعض المجالات، ولا يشترط حدوث هذا الخلل، بل قد ينسجم البعض على نحو مثالي رغم وجود هذا الاختلاف، شرط أن يكون الرجل واثقًا بنفسه مكتمل الرجولة، والحقيقة أن أقل الاختلافات تأثيرًا هو التفوق المادي، أما فروقات الذكاء والثقافة وحضور الشخصية فكثيرًا ما تحدث خللًا ظاهرًا وواضحًا، ويشعر الرجل بنقصه أمامها وتشعر هي بتفوُّقها عليه، وأحيانًا يكون هذا النقص غير حقيقي بل نفسي، فيتأثَّر بذلك سلوكه ويتعامل بدرجة عالية من الحساسية، وردود أفعال حادة لشخص يشعر بأن رجولته مهدَّدة طوال الوقت.
أحيانًا لا يكون هذا الفرق ظاهرًا منذ البداية فيكون الزوجان على درجة متقاربة، ولكن تتقدَّم المرأة سريعًا بخطوات تسبق بها زوجها بمراحل فتظهر الأزمة، فيضطرب الرجل وهو يرى زوجته تتفوَّق عليه وتتمدَّد في مساحاته وهو لا يستطيع مواكبتها، فتبدأ القيادة تتأرجح في يديه لتسقط في النهاية بين يديها، وتبدأ الفجوة النفسية بينهما تزداد، ويختل شعوره برجولته وأنوثتها وكذا شعورها برجولته.
وربما كانت أهمية تفوق الرجل في بعض المجالات من أصل خِلقتنا، أي لما خلق الله الرجل والمرأة، وخلق لكل منهما دورًا، منح كلًّا منهما ما يعينه -على أداء هذا الدور على نحو كامل- فكان نتيجة لهذا تفوُّق الرجل في تلك المجالات مهمًّا وأساسيًّا لإتمام دوره بالقوامة والقيادة، وهي ليست علاقة فوقية، بل هي علاقة تكاملية، فما تتفوَّق فيه المرأة يكمل الرجل، وما يتفوَّق هو فيه يكملها ليعيشا في تجانس وتكامل.
الفكرة من كتاب الزوج أول من يشكو
إن الرجل هو عماد الأسرة والمسؤول الأول عن استمرارها وحفظ أركانها، ولا يكون ذلك إلا لرجل حقيقي، تركن إليه أنثاه وتطمئن، فتطيعه وتستسلم له راغبة محبَّة فتكون بين يديه أنثى حقيقية، أما إذا لم تكن رجولته مكتملة في عينيها فإن نفس تلك المرأة تتحوَّل إلى وحش لا يُروَّض، ورجولة الرجل ليست فحولته، وإنما سلوكه النابع من قيمه ومبادئه، ولما يراه الكاتب من عظم دور الرجل في أسرته، أفرد كتابه هذا لعرض المشكلات الزوجية الناتجة عن “اهتزاز صورة الرجل أمام زوجته، أو أمام نفسه”، مشيرًا إلى بعض المفاهيم حول حقيقة الرجولة والأنوثة.
مؤلف كتاب الزوج أول من يشكو
عادل صادق طبيب نفسي وكاتب مصري، ولد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية، عمل بالتدريس، وكان رئيسًا لقسم الأمراض النفسية والعصبية، وأسَّس مستشفى للأمراض النفسية والإدمان باسمه عام 2000، وكان رئيس تحرير مجلة الجديد للطب النفسي، وتوفي عام 2004، بعد أن ترك ما يزيد على ثلاثين كتابًا بالعربية والإنجليزية في مجالات الطب النفسي والأسرة.
ومن أبرز مؤلفاته:
متاعب الزواج.
مباريات سيكولوجية.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.